اعلم أن كلام آل محمد صلى الله عليه وآله ولا يرد عليه اعتراض ابدا وإنما يقع لعدم فهم السامع لمقصدهم وما عنوا به وقد جاء في حديثهم (ع) ان الأرواح خلقت قبل الأبدان بألفي عام وأمرها سبحانه وتعالى بالاقرار له بالربوبية لمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي ولأهل بيته عليه وعليهم السلام بالإمامة فمنهم من أقر بقلبه ولسانه ومنهم من أقر بلسانه دون قلبه وهو قوله سبحانه وتعالى (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) ثم امر الفريقين بدخول النار فدخل من أقر بقلبه ولسانه وقال الذي أقر بلسانه يا رب خلقتنا لتحرقنا فثبتت الطاعة والمعصية للأرواح من ثم ثم إنه سبحانه وتعالى لما أراد دخول الأجسام خلق طينة طيبة وأجري عليها الماء العذب الطيب وخلق من صفوها أجسام محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم وخلق طينة وخبيثة وأجري عليها الماء المالح الخبيث ومزج الطينتين لمقتضى حكمته ولطفه وعركهما عرك الأديم فأصاب كل منهما لطخ الأخرى فأسكن الأرواح المؤمنة أولا في الطينة الطيبة فلم يضرها ما أصابها من لطخ الأخرى إذ ليس اللطخ من سنخها وجوهرها واسكن الروح الكافرة في الطينة الخبيئة ولم ينفعها ما أصابت من لطخ الطينة الطيبة إذ ليس هو من سنخها ولا معدنها فأصاب المؤمن السيئات بسبب المزاج وأصاب الناصب الحسنات للمزاج وقد ورد ان حكمة المزاج اشتباه الصورتين صورة المؤمن وصورة الناصب ولولاه لامتاز كل منهما وفى ذلك تعب المؤمن وقصده بالأذى وحتى تشتبه بالاعمال في الظاهر حتى يعمل المؤمن في دولة الظالمين ولا يمتازوا هذا في الأبدان خاصة دون الأرواح فالقضية المذكورة في الحديث كانت في الأبدان التي هي قالب الأرواح المؤمنة والكافرة وهي تبع الأرواح في الخلق وفي التكليف والمعاد فليس في الحديث اشكال مع هذا واما تبديل سيئات المؤمن بحسنات الناصب وحمل الناصب سيئات المؤمن فقد جاء في الكتاب وفسره آل محمد عليه وعليهم السلام بهذا وهم
(٢٢٥)