أؤمر خالدا على حرب العراق حين أمرني بصرف أصحابي وترك ذكره (قال أبو جعفر) وإلى آزرميدخت انتهى شأن أبى بكر وأحد شقى السواد في سلطانه ثم مات وتشاغل أهل فارس فيما بينهم عن إزالة المسلمين عن السواد فيما بين ملك أبى بكر إلى قيام عمر ورجوع المثنى مع أبي عبيد إلى العراق والجمهور من جند أهل العراق بالحيرة والمسالح بالسيب والغارات تنتهى بهم إلى شاطئ دجلة ودجلة حجاز بين العرب والعجم فهذا حديث العراق في إمارة أبى بكر من مبتدئه إلى منتهاه (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق) وكتب أبو بكر إلى خالد وهو بالحيرة يأمره أن يمد أهل الشام بمن معه من أهل القوة ويخرج فيهم ويستخلف على ضعفة الناس رجلا منهم فلما أتى خالدا كتاب أبى بكر بذلك قال خالد هذا عمل الأعيسر بن أم شملة يعنى عمر بن الخطاب حسدني أن يكون فتح العراق على يدي فسار خالد بأهل القوة من الناس ورد الضعفاء والنساء إلى المدينة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر عليهم عمير بن سعد الأنصاري واستخلف خالد على من أسلم بالعراق من ربيعة وغيرهم المثنى بن حارثة الشيباني ثم سار حتى نزل على عين التمر فأغار على أهلها فأصاب منهم ورابط حصنا بها فيه مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه حتى استنزلهم فضرب أعناقهم وسبى من عين التمر ومن أبناء تلك المرابطة سبايا كثيرة فبعث بها إلى أبى بكر فكان من تلك السبايا أبو عمرة مولى شبان وهو أبو عبد الاعلى بن أبي عمرة وأبو عبيد مولى المعلى من الأنصار من بنى زريق وأبو عبد الله مولى زهرة وخير مولى أبى داود الأنصاري ثم أحد بنى مازن بن النجار ويسار وهو جد محمد بن إسحاق مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف وأفلح مولى أبى أيوب الأنصاري ثم أحد بنى مالك بن النجار وحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان وقتل خالد ابن الوليد هلال بن عقة بن بشر النمري وصلبه بعين التمر ثم أراد السير مفوزا من قراقر وهو ماء لكلب إلى سوى وهو ماء لبهراء بينهما خمس ليال فلم يهتد خالد الطريق فالتمس دليلا فدل على رافع بن عميرة الطائي فقال له خالد انطلق بالناس فقال له رافع انك لن تطيق ذلك بالخيل والأثقال والله ان الراكب المفرد ليخافها على نفسه وما يسلكها
(٦٠٨)