من تلك الإبل فمزجوا ما في كروشها بما كان من الألبان ثم سقوا الخيل وشربوا للشفة جرعا ففعلوا ذلك أربعة أيام (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن عبيد الله بن محفز بن ثعلبة عمن حدثه من بكر بن وائل أن محرز بن حريش المحاربي قال لخالد اجعل كوكب الصبح على حاجبك الأيمن ثم أمه تفض إلى سوى فكان أدلهم (قال أبو جعفر الطبري) وشاركهم محمد وطلحة قالوا لما نزل بسوى وخشي أن يفضحهم حر الشمس نادى خالد رافعا ما عندك قال خير أدركتم الري وأنتم على الماء وشجعهم وهو متحير أرمد وقال أيها الناس انظروا علمين كأنهما ثديان فأتوا عليهما وقالوا علمان فقام عليهما فقال اضربوا يمنة ويسرة لعوسجة كقعدة الرجل فوجدوا جذمهما فقالوا جذم ولا نرى شجرة فقال احتفروا حيث شئتم فاستثاروا أوشالا وأحساء رواء فقال رافع أيها الأمير والله ما وردت هذا الماء منذ ثلاثين سنة وما وردته إلا مرة وأنا غلام مع أبي فاستعدوا ثم أغاروا والقوم لا يرون ان جيشا يقطع إليهم (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد عن إسحاق بن إبراهيم عن ظفر بن دهى قال فأغار بنا خالد من سوى على مضيح بهراء بالقصواني ماء من المياه فصبح المضيح والنمر وإنهم لغارون وإن رفقة لتشرب في وجه الصبح وساقيهم يغنيهم ويقول ألا صبحاني قبل جيش أبى بكر فضربت عنقه فاختلط دمه بخمره (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن عمرو بن محمد بإسناده الذي تقدم ذكره قال ولما بلغ غسان خروج خالد على سوى وانتسافها وغارته على مضيح بهراء وانتسافها فاجتمعوا بمرج راهط وبلغ ذلك خالدا وقد خلف ثغور الروم وجنودها مما يلي العراق فصار بينهم وبين اليرموك صمد لهم فخرج من سوى بعد ما رجع إليها بسبي بهراء فنزل الرمانتين علمين على الطريق ثم نزل الكثب حتى صار إلى دمشق ثم مرج الصفر فلقى عليه غسان وعليهم الحارث بن الأيهم فانتسف عسكرهم وعيالاتهم ونزل بالمرج أياما وبعث إلى
(٦٠٤)