أبى بكر بالأخماس مع بلال بن الحارث المزني ثم خرج من المرج حتى ينزل قناة بصرى فكانت أول مدينة افتتحت بالشام على يدي خالد فيمن معه من جنود العراق وخرج منها فوافى المسلمين بالواقوصة فنازلهم بها في تسعة آلاف (كتب إلى السرى) عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة والمهلب قالوا ولما رجع خالد من حجه وافاه كتاب أبى بكر بالخروج في شطر الناس وأن يخلف على الشطر الباقي المثنى بن حارثة وقال لا تأخذن نجدا الا خلفت له نجدا فإذا فتح الله عليكم فارددهم إلى العراق وأنت معهم ثم أنت على عملك وأحضر خالد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستأثر بهم على المثنى وترك للمثنى أعدادهم من أهل القناعة ممن لم يكن له صحبة ثم نظر فيمن بقى فاختلج من كان قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وافدا أو غير وافد وترك للمثنى أعدادهم من أهل القناعة ثم قسم الجند نصفين فقال المثنى والله لا أقيم الا على إنفاذ أمر أبى بكر كله في استصحاب نصف الصحابة أو بعض النصف وبالله ما أرجو النصر إلا بهم فأنى تعريني منهم فلما رأى ذلك خالد بعد ما تلكأ عليه أعاضه منهم حتى رضى وكان فيمن أعاضه منهم فرات بن حيان العجلي وبشير بن الخصاصية والحارث بن حسان الذهليان ومعبد بن أم معبد الأسلمي وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي والحارث بن بلال المزني وعاصم بن عمرو التميمي حتى إذا رضى المثنى وأخذ حاجته انجذب خالد فمضى لوجهه وشيعه المثنى إلى قراقر ثم رجع إلى الحيرة في المحرم فأقام في سلطانه ووضع في المسلحة التي كان فيها على السيب أخاه ومكان ضرار بن الخطاب عتيبة ابن الناس ومكان ضرار بن الأوزر مسعود أخاه الآخر وسد أماكن كل من خرج من الامراء برجال أمثالهم من أهل الغناء ووضع مذعور بن عدي في بعض تلك الأماكن واستقام أهل فارس على رأس سنة من مقدم خالد الحيرة بعد خروج خالد بقليل وذلك في سنة ثلاث عشرة على شهر براز بن أردشير بن شهريار ممن يناسب إلى كسرى ثم إلى سابور فوجه إلى المثنى جندا عظيما عليهم هرمز جاذويه في عشرة آلاف ومعه فيل وكتبت المسالح إلى المثنى بإقباله فخرج المثنى
(٦٠٥)