قال يوم البئيس لا أحب أن أراه ما رأيت في الدنيا يوما أشد من هذا قال فاحتز المسلمون رأسه وإنه لملفف وكانت أجنادين في سنة ثلاث عشر لليلتين بقيتا من جمادى الأولى وقتل يومئذ من المسلمين جماعة منهم سلمة بن هشام بن المغيرة وهبار ابن الأسود بن عبد الأسد ونعيم بن عبد الله النحام وهشام بن العاصي بن وائل وجماعة أخر من قريش قال ولم يسم لنا من الأنصار أحد أصيب بها وفيها توفى أبو بكر لثمان ليال بقين أو سبع بقين من جمادى الآخرة (رجع الحديث إلى حديث أبي زيد) عن علي بن محمد بإسناده الذي قد مضى ذكره قال وأتى خالد دمشق فجمع له صاحب بصرى فسار إليه هو وأبو عبيدة فلقيهم أدرنجار فظفر بهم وهزمهم فدخلوا حصنهم وطلبوا الصلح فصالحهم على كل رأس دينار في كل عام وجريب حنطة ثم رجع العدو للمسلمين فتوافت جنود المسلمين والروم بأجنادين فالتقوا يوم السبت لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة فظهر المسلمون وهزم الله المشركين وقتل خليفة هرقل واستشهد رجال من المسلمين ثم رجع هرقل للمسلمين فالتقوا بالواقوصة فقاتلوهم وقاتلهم العدو وجاءتهم وفاة أبى بكر وهم ومصافون وولاية أبى عبيدة وكانت هذه الوقعة في رجب * وحدثني أبو زيد عن علي بن محمد بإسناده الذي قد مضى ذكره قالوا توفى أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين سنة في جمادى الآخرة يوم الاثنين لثمان بقين منه قالوا وكانت سبب وفاته أن اليهود سمته في أرزة ويقال في جذيذة وتناول معه الحارث بن كلدة منها ثم كف وقال لأبي بكر أكلت طعاما مسموما سم سنة فمات بعد سنة ومرض خمسة عشر يوما فقيل له لو أرسلت إلى الطبيب فقال قد رآني قالوا فما قال لك قال أنى أفعل ما أشاء (قال أبو جعفر) ومات عتاب بن أسيد بمكة في اليوم الذي مات فيه أبو بكر وكانا سما جميعا ثم مات عتاب بمكة * وقال غير من ذكرت في سبب مرض أبى بكر الذي توفى فيه ما حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أسامة ابن زيد الليثي عن محمد بن حمزة عن عمرو عن أبيه قال وأخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قال وأخبرنا عمر بن عمران عن عبد الله بن
(٦١١)