كيف يتعقل الانسان أن الله الذي لم يترك دور الحاجب في جمال الوجه حتى أتقنه، مراعيا قاعدته في خلق الانسان في أحسن تقويم، ينزل كتابا لغرض تصوير سيرة الانسان في أحسن تقويم، ثم يبطل غرضه من تنزيله ومن إرسال الرسل، بعدم نصبه حافظا وشارحا للكتاب؟!
ومن هنا يتضح المغزى في قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي رواه العامة: (من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية) (1)، ونحوه المضامين المشابهة المتعددة التي رواها الخاصة عن الأئمة (عليهم السلام)، كالذي كتبه الإمام الرضا (عليه السلام) إلى المأمون في شرائع الدين (وأن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان، وأنهم العروة الوثقى.. إلى أن قال:
ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية) (2).
وأخيرا، عندما نعتقد بالدور الأساسي للإمام المعصوم في كل عصر، وتأثيره في إكمال الدين وإتمام نعمة الهداية، فلو ترك الله تبارك وتعالى دينه ناقصا بدونه، لكان إما لعدم إمكان وجوده، أو لعدم القدرة، أو لعدم الحكمة، والثلاثة باطلة عقلا، فيكون وجوده ثابتا قطعيا.
* *