كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٣٣٧
أمك فاطمة عليها السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله أهنئها بولادة الحسين عليه السلام (1) فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس، فقلت لها: بأبي أنت وأمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله عز وجل إلى رسوله صلى الله عليه وآله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك.
قال جابر: فأعطتنيه أمك (2) فاطمة عليهما السلام فقرأته وانتسخته فقال له أبي عليه السلام:
فهل لك يا جابر أن تعرضه على؟ فقال: نعم، فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، فقال: يا جابر انظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك، فنظر جابر في نسخته (3) فقرأه عليه أبي عليه السلام فوالله ما خالف حرف حرفا، قال جابر: فاني أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا:
بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي، واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين (ومبير المتكبرين) ومذل الظالمين وديان يوم الدين، إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا

(١) كذا في النسخ المخطوطة عندي وفى نسخة منها " الحسن خ ل ".
(٢) يخالف ما مر أنفا في وفاة أبى جعفر محمد بن علي عليهما السلام.
(٣) إنما كانت ملاقاة جابر مع أبي جعفر عليه السلام بعد زيارة الأربعين في المدينة قطعا وقد قيل إنه في زيارة الأربعين مكفوف البصر فكيف يمكن معه قراءة النسخة؟ ويمكن أن نقول: إنما يكون عماه في آخر أيام حياته فاشتبه على بعض من ترجمه فتوهم عماه في الأربعين سنة ٦١ وهو خلاف ما نصوا عليه من أنه كف بصره آخر عمره. وما في بشارة المصطفى في خبر زيارته في الأربعين من قول عطية " قال: فألمسنيه فألمسته فخر على القبر " لا يدل على العمى ولعل من شدة الحزن وكثرة البكاء ابيضت عيناه، أو غمرتهما العبرة في ذلك اليوم.
ويؤيده ما في هذا الخبر " ثم جال ببصره حول القبر وقال: السلام عليكم - الخ ".
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»
الفهرست