ونزول هذه الآية في هؤلاء الخمسة يكشف عن شركة علي وفاطمة والحسن والحسين في عصمة الرسول المختصة بخاتم النبيين الممتازة عن عصمة جميع الأنبياء والمرسلين بامتياز مرتبة الرسالة الخاتمة عما دونها.
ومن تدبر في الكتاب يرى أن هذا التطهير والتطهير الذي قال الله سبحانه {فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة} (1) وقال {رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة} (2) من مبدء واحد، فالكتاب المطهر الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يقتضى أن يكون أهله مطهرا من كل رجس على قانون تناسب الفيض والمستفيض، وفي الآية مباحث شريفة لا تسعها هذا المختصر.
وهؤلاء الأربعة هم الذين يصلي عليهم الله وملائكته، وبالصلاة عليهم تقبل الصلاة ويرفع الدعاء، وهم الأبرار الذين نزلت في حقهم {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} (3)، وهؤلاء هم القدر المتيقن من قوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} (4).
قال الزمخشري: وروي أنها لما نزلت قيل: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما (5).
قال الرازي ما ملخصه: إن آل محمد هم الذين يؤول أمرهم إليه فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل، ولا شك أن فاطمة وعليا والحسن والحسين كان التعلق بينهم وبين رسول الله أشد التعلقات وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر