كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٢ - الصفحة ٣٢٧
يقوم لهذا الخلق بحوائجهم؟ فقال: إنما الناس في هذا الموضع والله المؤمنون)، وعن أمير المؤمنين (ع) في بعض كلماته: (يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، من قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء).
[المسألة 57:] ينبغي للرجل أن لا يوجب على نفسه باختياره حقوقا غير واجبة عليه في أصل الشريعة، فينذر على نفسه أن يؤدي حقا أو مبلغا من المال أو يفعل فعلا مستحبا، أو يوجب على نفسه مثل ذلك بعهد أو يمين، فإذا نذر الشئ أو حلف أو عاهد الله على فعله وجب عليه الوفاء به ونال المثوبة على أدائه إذا كان راجحا، وحنث إذا خالفه باختياره وأثم ولزمته الكفارة، وقد فصلنا أحكام ذلك في كتاب النذر واليمين، وقد ورد في حديث إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله (ع): (لا تتعرضوا للحقوق، فإذا لزمتكم فاصبروا لها).
[المسألة 58:] من جوامع الصفات والمعاني الحميدة الباعثة على ملازمة فعل الخير وصنع المعروف العام والخاص أن يكون المسلم ممن يهتم جهد طاقته بأمور المسلمين، بل يظهر من بعض الأدلة لزوم الاتصاف بذلك، ففي الحديث المشهور أو المتواتر عن الرسول صلى الله عليه وآله: (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) وعن الإمام أبي جعفر الباقر (ع): (إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه ولا تكون عنده، فيهتم بها قلبه، فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة)، ومن الجوامع المذكورة أن ينصح للمسلمين ويحسن القول فيهم فعن الرسول صلى الله عليه وآله: (أنسك الناس نسكا أنصحهم حبا، وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين)، وعنه صلى الله عليه وآله: (إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه) وعن أبي عبد الله (ع):
(عليكم بالنصح لله في خلقه، فلن تلقاه بعمل أفضل منه)، وعن أبي جعفر (ع) - في قول الله عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) -: (قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم) وعن أبي عبد الله (ع) - في هذه الآية الكريمة -: (ولا تقولوا إلا خيرا حتى تعلموا ما هو).
[المسألة 59:] من صنائع المعروف الراجحة للمؤمن، بل المؤكد عليه استحبابها: أن
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) كتاب الصوم 5
2 الأول - النية 8
3 الثاني - المفطرات 17
4 الثالث - الكفارات 46
5 الرابع - شرائط صحة الصوم وشرائط وجوبه 61
6 الخامس - طرق ثبوت الهلال 72
7 السادس - احكام قضاء شهر رمضان 77
8 السابع - صوم الكفارة 88
9 الثامن - اقسام الصوم 95
10 خاتمة الكتاب الصوم 103
11 (2) كتاب الاعتكاف 109
12 الأول - الاعتكاف وشرائطه 112
13 الثاني - احكام الاعتكاف 135
14 (3) كتاب الزكاة 145
15 الأول - الشرائط العامة لوجوب الزكاة 148
16 الثاني - زكاة الأنعام الثلاثة 157
17 الثالث - زكاة النقدين 172
18 الرابع - زكاة الغلات الأربع 177
19 الخامس - ما تستحب فيه الزكاة 189
20 السادس - في مصارف الزكاة ومستحقيها 194
21 السابع - أوصاف من يستحق الزكاة 210
22 الثامن - جملة من احكام الزكاة 217
23 التاسع - زكاة الفطرة 227
24 العاشر - جنس زكاة الفطرة ومقدارها 234
25 الحادي عشر - وقت وجوب الفطرة ومصرفها 237
26 (4) كتاب الخمس 241
27 الأول - ما يجب فيه الخمس 243
28 الثاني - مستحق ومصرفه 288
29 الثالث - الأنفال 296
30 (5) كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 301
31 الأول - الامر بالمعروف الواجب، والنهي عن المنكر المحرم 304
32 الثاني - الامر بالمعروف المندوب، والنهي عن المكروه 321
33 الثالث - مجاهدة النفس 330