كلمة التقوى - الشيخ محمد أمين زين الدين - ج ٢ - الصفحة ٣٣٨
مال أو انتهاك حرمة أو عرض أو غير ذلك مما يتجاوز فيه الحد، ففي الخبر عن أبي عبد الله (ع): (إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق، وإن رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له) وعنه (ع): (إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه رجل فقال: يا رسول الله علمني عظة اتعظ بها، فقال: انطلق فلا تغضب، ثم عاد إليه، فقال: انطلق فلا تغضب، ثلاث مرات)، وعنه صلى الله عليه وآله:
(من كف غضبه عن الناس كف الله (تبارك وتعالى) عنه عذاب يوم القيامة).
وعن أبي جعفر (ع): (أيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك، فإنه يذهب عنه رجز الشيطان، وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه، فإن الرحم إذا مست سكنت).
[المسألة 82:] لا يعذر الغاضب في ما يفعله من المحرمات والمحاذير بسبب غضبه وإن كان شديدا، أو توهمت له نفسه الثائرة وجود المعاذير، ويجب عليه أن يتذكر غضب الله عليه في مجاوزته للحدود، فعن أبي عبد الله (ع) قال: (أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه، يا بن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي، لا أمحقك في من أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك).
[المسألة 83:] يحرم على الإنسان أن يتعصب على غير حق، وعن أبي عبد الله (ع): (من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه) وروى ذلك في حديث له عن الرسول صلى الله عليه وآله، والمراد بمن تعصب له أن يتعصب له بعض الناس في غير الحق فيرضى بفعله ويقر له ذلك في أعماله فيكون شريكا له في التعصب، وشريكا له في الإثم، وسئل علي بن الحسين (ع) عن العصبية، فقال: (العصبية التي يأثم عليها صاحبها: أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم) [المسألة 84:] يحرم على الرجل أن يكون سيئ الخلق، ففي حديث الإمام الرضا (ع) عن الرسول صلى الله عليه وآله: (عليكم بحسن الخلق، فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 (1) كتاب الصوم 5
2 الأول - النية 8
3 الثاني - المفطرات 17
4 الثالث - الكفارات 46
5 الرابع - شرائط صحة الصوم وشرائط وجوبه 61
6 الخامس - طرق ثبوت الهلال 72
7 السادس - احكام قضاء شهر رمضان 77
8 السابع - صوم الكفارة 88
9 الثامن - اقسام الصوم 95
10 خاتمة الكتاب الصوم 103
11 (2) كتاب الاعتكاف 109
12 الأول - الاعتكاف وشرائطه 112
13 الثاني - احكام الاعتكاف 135
14 (3) كتاب الزكاة 145
15 الأول - الشرائط العامة لوجوب الزكاة 148
16 الثاني - زكاة الأنعام الثلاثة 157
17 الثالث - زكاة النقدين 172
18 الرابع - زكاة الغلات الأربع 177
19 الخامس - ما تستحب فيه الزكاة 189
20 السادس - في مصارف الزكاة ومستحقيها 194
21 السابع - أوصاف من يستحق الزكاة 210
22 الثامن - جملة من احكام الزكاة 217
23 التاسع - زكاة الفطرة 227
24 العاشر - جنس زكاة الفطرة ومقدارها 234
25 الحادي عشر - وقت وجوب الفطرة ومصرفها 237
26 (4) كتاب الخمس 241
27 الأول - ما يجب فيه الخمس 243
28 الثاني - مستحق ومصرفه 288
29 الثالث - الأنفال 296
30 (5) كتاب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 301
31 الأول - الامر بالمعروف الواجب، والنهي عن المنكر المحرم 304
32 الثاني - الامر بالمعروف المندوب، والنهي عن المكروه 321
33 الثالث - مجاهدة النفس 330