أهل المعروف في الآخرة، يقال لهم إن ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم).
ويجب تحقير مرتكب المنكر المحرم فعن أمير المؤمنين (ع) قال: (أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة)، وهذا هو أدنى مراتب الانكار للمنكر، وقد سبق ذكر مراتبه في المسألة السابعة عشرة.
[المسألة 52:] يجب على المؤمن العالم بالحق القادر على بيانه والتعريف به بين الناس أن يظهر العلم ويجهر بالحق ويبينه للناس إذا ظهرت البدع والضلالات المخالفة للحق وكان العالم آمنا من المخاوف والمحاذير، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله: (إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله) وفي حديث آخر عن الصادقين (ع): (إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه فإن لم يفعل سلب نور الإيمان).
وعن الرسول صلى الله عليه وآله: (إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة).
والمراد أن يعرف العلماء الناس ببدع المبتدعين وأهل الريب، ويبينوا لهم أعلام الحق ويوضحوا لهم مناره، ويظهروا لهم بهتان المبتدعين وكذبهم وأن ما يقولونه بهتان وبدعة سبيلها إلى النار، وهذا كله مع الأمن من المحاذير.
[المسألة 53:] من متممات فعل المعروف وصنعه للآخرين أن يعتبره فاعل المعروف شيئا صغيرا وإن كبر، يسيرا وإن كثر، وأن يتستر بفعله ودفعه إذا كان من الأموال عن أنظار الناس، فإذا أمكنه أن لا يعلم به أحد إلا الله فهو أفضل، وأن يعجل صنعه ودفعه، فعن الإمام أبي عبد الله (ع): (رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث: تصغيره وستره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه، وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنأته، وإذا كان غير ذلك سخفته ونكدته).
[المسألة 54:] إذا أراد الرجل أن يفعل لأخيه خيرا أو يصنع له معروفا مستحبا، فلا