واستغفر له رسولك عليه السلام، فغفرت له برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم وقد أملتك ورجوتك وقمت بين يديك، ورغبت إليك عمن سواك، وقد أملت جزيل ثوابك، وإني لمقر غير منكر، وتائب إليك مما اقترفت، وعائذ إليك في هذا المقام مما قدمت من الأعمال التي تقدمت إلي فيها، ونهيتني عنها، وأوعدت عليها العقاب، وأعوذ بكرم وجهك أن تقيمني مقام الخزي والذل يوم تهتك فيه الأستار، وتبدوا فيه الأسرار والفضائح، وترعد فيه الفرائض، يوم الحسرة والندامة، يوم الآفكة، يوم الآزفة، يوم التغابن، يوم الفصل، يوم الجزاء، يوما كان مقداره خمسين ألف سنة، يوم النفخة، يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة، يوم النشر، يوم العرض، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، يوم تشقق الأرض وأكناف السماء، يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها، يوم يردون إلى الله فينبئهم بما عملوا، يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولاهم ينصرون، إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم، يوم يردون إلى عالم الغيب والشهادة، يوم يردون إلى الله موليهم الحق، يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون،
(٢٠٣)