بالكواكب وأصنامها وهياكلها، وذبائح يتولاها كهنتهم وفاتنوهم) (1).
وقال في موضع آخر من كتابه ما حاصله:
(الصابئون يقع على من هم بالحقيقة أصحاب هذا الاسم وهم المتخلفون من أسرى بابل الذين نقلهم بختنصر من بيت المقدس إليها، فإنهم لما تصرفوا في الأرض واعتادوا بقعة بابل استثقلوا العود إلى الشام فآثروا المقام ببابل، ولم يكونوا من دينهم بمكان معتمد، فسمعوا أقاويل المجوس وصبوا إلى بعضها، فامتزجت مذاهبهم من المجوسية واليهودية، كحال المنقولين من بابل إلى الشام أعني المعروفين بالسامرة.
ويوجد أكثر هذه الطبقة بسواد العراق، وهم الصابئون بالحقيقة، وهم متفرقون غير مجتمعين في بلدان مخصوصة بهم وغير متفقين على حال واحدة كأنهم لا يسندونها إلى ركن ثابت في الدين من وحي أو الهام أو ما يشبههما وينتمون إلى أنوش بن شيث بن آدم) (2).
وفي (الملل والنحل) للشهرستاني: (أن الصبوة في مقابل الحنفية، وفي اللغة:
صبأ الرجل: إذا مال وزاغ، فبحكم ميل هؤلاء عن سنن الحق، وزيغهم عن نهج الأنبياء، قيل لهم الصابئة. وقد يقال: صبأ الرجل إذا عشق وهوى. وهم يقولون:
الصبوة هي الانحلال عن قيد الرجال. وإنما مدار مذهبهم على التعصب للروحانيين، كما أن مدار مذهب الحنفاء هو التعصب للبشر الجسمانيين.
والصابئة تدعي أن مذهبها هو الاكتساب، والحنفاء تدعي أن مذهبها هو الفطرة. فدعوة الصابئة إلى الاكتساب، ودعوة الحنفاء إلى الفطرة) (3).
أقول: وتؤيد هذا الكلام في الجملة رواية المفضل عن الصادق عليه السلام قال المفضل: فقلت: يا مولاي! فلم سمي الصابئون الصابئين؟ فقال: إنهم صبوا إلى