روى أحمد باسناده عن عدّي بن ثابت «انّ علياً أتي بفالوذج فلم يأكله» «1».
قال ابن أبي الحديد: «وروى بكر بن عيسى كان علي عليه السلام يقول: يا أهل الكوفة إذا أنا خرجت من عندكم بغير راحلتي ورحلي وغلامي فلان فأنا خائن، فكانت نفقته تأتيه من غلته بالمدينة بينبع وكان يطعم الناس منها الخبز واللّحم ويأكل هو الثّريد بالزيت» «2».
وروى معاوية بن عمّار عن جعفر بن محمّد عليه السّلام: قال: «ما اعتلج على علي عليه السلام أمران في ذات اللَّه الّا أخذ بأشدّهما، ولقد علمتم انّه كان يأكل- يا أهل الكوفة- عندكم من ماله بالمدينة، وان كان ليأخذ السويق فيجعله في جراب ويختم عليه مخافة أن يزاد عليه من غيره، ومن كان أزهد في الدنيا من علي» «3».
وروى النضر بن منصور عن عقبة بن علقمة، قال: «دخلت على علي عليه السلام فإذا بين يديه لبن حامض، آذتني حموضته، وكِسَرٌ يابسة، فقلت يا أمير المؤمنين، اتأكل مثل هذا، فقال لي: يا أبا الجنوب كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يأكل ايبس من هذا ويلبس اخشن من هذا واشار إلى ثيابه، فإن أنا لم آخذ بما اخذ به خفت الّا ألحق به» «4».
روى أبو نعيم باسناده عن زياد بن مليح «أنّ علياً اتي بشي ءٍ من خبيص فوضعه بين ايديهم فجعلوا يأكلون فقال علي عليه السلام: انّ الاسلام ليس ببكر ضال ولكن قريش رأت هذا فتناجزت (فتناحرت) عليه» «5».