وأثنى عليه ثمّ قال: يا علي اتّق اللَّه فانك ميّت وقد علمت سبيل المحسن والمسي ء، ثمّ وعظه وعاتبه في لبوسه، فقال: مالك وللبوسي؟ انّ لبوسي أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم» «١».
روى سبط ابن الجوزي عن الأحنف بن قيس، قال: «جاء الربيع بن زياد الحارثي إلى علي عليه السلام فقال: يا أميرالمؤمنين اعدل لي على أخي عاصم بن زياد، فقال: ما باله؟ فقال: لبس العباء وتنسك وهجر أهله فقال: علّي به، فجاء وقد ائتزر بعباءة وارتدى بأخرى أشعث أغبر، فقال له: ويحك يا عاصم، اما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ ألم تسمع إلى قوله تعالى:«وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ» «2» أترى اللَّه أباحها لك ولأمثالك وهو يكره أن تنال منها؟ أما سمعت قول رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ان لنفسك عليك حقّاً، الحديث؟. فقال عاصم: فما بالك يا أميرالمؤمنين في خشونة ملبسك وجشوبة مطعمك؟ وإنّما تزيّيت بزيّك، فقال: ويحك، انّ اللَّه فرض على أئمة الحق أن يتّصفوا بأوصاف رعيّتهم أو بأفقر رعيتهم لئلّا يزدري الفقير بفقره وليحمد اللَّه الغني على غناه» «3».
قال أبو جعفر الاسكافي: «وكان ربّما حضرت الصّلاة وقد غسل قميصه فلا يكون عنده غيره، فيلبسه قبل ان يجفّ، فيجفّفه وهو يخطب».
وقال: «ذكروا انّه قوّموا ما خلّف من الثّياب فبلغ ثمنها تسعة دراهم».
وقال: «ولقد رُئي عليه إزار مرقوع، فعوتب في لباسه، فقال رضي اللَّه عنه:
يخشع به القلب ويقتدي به المؤمن» «4».