واللَّه ما عرض لعلي عليه السلام أمران قطّ كلاهما للَّه طاعةٌ الّا عمل بأشدّهما وأشقهما عليه، ولقد كان يعمل العمل كانّه قائم بين الجنة والنار ينظر إلى ثواب هؤلاء فيعمل له، وينظر إلى عقاب هؤلاء فيعمل له، وان كان ليقوم إلى الصلاة فإذا قال: وجّهت وجهي تغيّر لونه حتّى يعرف ذلك في وجهه، ولقد أعتق ألف عبد من كدّ يده كلّهم يعرق فيه جبينه وتحفى فيه كفّه، ولقد بشّر بعين نبعت في ماله مثل عنق الجزور فقال: بشّر الوارث بشر، ثمّ جعلها صدقة على الفقراء والمساكين وابن السبيل إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها ليصرف اللَّه النار عن وجهه ويصرف وجهه عن النار» «1».
(٨٤)