وروى باسناده عن أنس يقول: «سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: ان ابني هذا- يعني الحسين- يقتل بأرض يقال لها كربلا، فمن شهد ذلك منكم فلينصره» «1».
قال الخوارزمي: «فلما أتى على الحسين من ولادته سنة كاملة، هبط على رسول اللَّه اثنا عشر ملكاً وهم يقولون: يا محمّد سينزل بولدك الحسين ما نزل بهابيل من قابيل وسيعطى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل، قال: ولم يبق في السماء ملك الّا ونزل على النبي صلّى اللَّه عليه وآله يعزيه بالحسين ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته، والنبي يقول: اللهم اخذل من خذله، واقتل من قتله ولا تمتعه بما طلبه. ولما أتت على الحسين من مولده سنتان كاملتان خرج النبي في سفر فلما كان في بعض الطريق وقف فاسترجع، ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشاطى ء الفرات يقال لها كربلاء يقتل فيها ولدي الحسين ابن فاطمة فقيل: من يقتله يا رسول اللَّه؟ فقال:
رجل يقال له يزيد لا بارك اللَّه في نفسه، وكأني أنظر إلى منصرفه ومدفنه بها وقد أهدي رأسه، واللَّه ما ينظر أحد إلى رأس ولدي الحسين فيفرح إلا خالف اللَّه بين قلبه ولسانه، يعني ليس في قلبه ما يكون بلسانه من الشهادة، قال: ثم رجع النبي من سفره ذلك مغموماً فصعد المنبر، فخطب ووعظ والحسين بين يديه مع الحسن فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسين ورفع رأسه إلى السماء وقال:
اللّهم اني محمّد عبدك ونبيك، وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي ومن اخلفهما في أمتي، اللهم وقد أخبرني جبرئيل بأن ولدي هذا مقتول مخذول، اللّهم