واعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبةً بلا سلطان فاخرج من ذلك معصية اللَّه إلى عز طاعة اللَّه عزّوجل، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وان قلت صدق قولك وان صلت شد صولك، وان مددت يدك بفضل مدها، وان بدت عنك ثلمة سدها، وان رأى منك حسنة عدها وان سألته أعطاك وان سكت عنه ابتدأك وان نزلت احدى الملمات به ساءك، من لا تاتيك منه البوائق ولا يختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وان تنازعتما منقسماً آثرك.
قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه، ودخل الحسين عليه السّلام والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبل رأسه وبين عينيه، ثم قعد عنده فتسارا جميعاً» «1».
وروى الشيخ المفيد بأسناده عن المغيرة قال: «ارسل معاوية إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس: اني مزوجك ابني يزيد على أن تسمي الحسين وبعث اليها مأة ألف درهم، ففعلت وسمت الحسن عليه السّلام فسوغها المال ولم يزوجها من يزيد فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها، وكان إذا وقع بينهم وبين بطون قريش كلام عيّروهم وقالوا: يا بني مسمة الأزواج» «2».
قال ابن كثير: «كأن معاوية قد تلطف لبعض خدمه أن يسقيه سماً» «3».
وروى ابن شهر آشوب: «بذل معاوية لجعدة بنت الأشعث الكندي وهي ابنة أم فروة أخت أبي بكر بن أبي قحافة عشرة آلاف دينار وأقطاع عشرة ضياع