أريد أن يقتل بري ء» «1».
قال ابن كثير: «فلما حضرته الوفاة قال الطبيب- وهو يختلف إليه- هذا رجلٌ قطع السم أمعاءه» «2».
وروى المجلسي بأسناده عن جنادة بن أبي أمية قال: «دخلت على الحسن ابن علي بن أبي طالب عليه السّلام في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية لعنه اللَّه، فقلت: يا مولاي، مالك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبداللَّه بماذا أعالج الموت؟ قلت:
إنا للَّه وإنا إليه راجعون، ثم التفت إلي فقال: واللَّه لقد عهد الينا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ان هذا الأمر يملكه اثنا عشر اماماً من ولد علي وفاطمة، ما منامسمومٌ أو مقتول، ثم رفعت الطست وبكى صلوات اللَّه عليه وآله.
قال: فقلت له: عظني يا ابن رسول اللَّه، قال: نعم استعد لسفرك وحصل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك الّا كنت فيه خازناً لغيرك.
واعلم أن في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما يكفيك، فان كان ذلك حلالًا كنت قد زهدت فيها، وان كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت كما أخذت من الميتة وان كان العتاب فان العتاب يسيرٌ.