ورحمة اللَّه وبركاته، فقيل: كنتم تقولون في حياة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ فقال عمر: هو أمرنا بذلك» «1».
روى ابن عساكر بأسناده عن عكرمة عن ابن عبَّاس، قال: «بلغ علّي بن أبي طالب عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم جوع فاتى رجلًا- وفي الاصل:
فأقام رجلًا- من اليهود، فاستقى له سبعة عشر دلواً على سبعة عشر تمرة، ثمّ اتى بهنّ رسول اللَّه فقال: يا رسول اللَّه، بلغني ما بك من الشدّة، فأتيت رجلًا من اليهود فاستقيت له سبعة عشر دلواً على سبعة عشر تمرةٍ، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فعلت هذه حبّا للَّه ولرسوله؟ قال: نعم، قال: فأعد للبلاء أجفافاً يعني الصّبر» «2».
وروى سبط ابن الجوزي بأسناده عن سويد بن غفلة قال: «دخلت على علّي عليه السلام في هذا القصر- يعني قصر الامارة بالكوفة- وبين يديه رغيف من شعير وقدح من لبن، والرّغيف يابس تارة يكسره بيده وتارة بركبتيه، فشّق علي ذلك فقلت لجارية له يقال لها فضة: ألا ترحمين هذا الشيخ وتنخلين له هذا الشعير، أماترين نشارته على وجهه وما يعاني منه؟ فقالت: لأيّ شي ء يؤجر هو ونأثم نحن انّه عهد الينا ان لا ننخل له طعاماً قطّ، فالتفت اليّ وقال: ما تقول لها يا ابن غفلة؟ فأخبرته وقلت يا أميرالمؤمنين أرفق بنفسك فقال لي: ويحك يا سويد، ما شبع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأهله من خبز بر ثلاثاً حتى لقى اللَّه ولا نخل له طعام قط. ولقد جعت مرة بالمدينة جوعاً شديداً، فخرجت اطلب العمل فإذا بامرأةٍ قد جمعت مدراً تريد أن تبله فقاطعتها على دلو بتمرة، فمددت ستّة