قال المفيد: «وذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال وأمر الأمراء، وأنفذ عبد اللَّه بن العباس إلى البصرة ونظر في الأمور.
فلما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين عليه السّلام وبيعة الناس ابنه الحسن عليه السّلام دسّ رجلًا من حمير الى الكوفة ورجلًا من بني القين إلى البصرة ليكتبا إليه بالأخبار ويفسد على الحسن عليه السّلام الأمور، فعرف ذلك الحسن عليه السّلام فأمر باستخراج الحميري من عند لحام بالكوفة، فأخرج وأمر بضرب عنقه. وكتب إلى البصرة باستخراج القيني من بني سليم فأخرج وضربت عنقه. وكتب الحسن عليه السّلام إلى معاوية:
أما بعد، فانك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك فتوقعه، إن شاء اللَّه تعالى، وبلغني أنك شمت بما لم يشمت به ذو حجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول:
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى | تجهز لأخرى مثلها فكأن قد | |
فأنا ومن قد مات منا لكالذي | يروح فيمسي في المبيت ليغتدي» «٢» |
فأجابه معاوية: «أما بعد، فقد وصل كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، ولقد علمت بما حدث فلم أفرح ولم أحزن ولم أشمت ولم اس، وان علي بن أبي طالب كما قال أعشى بن قيس بن ثعلبة: