بالبيعة، فلما بايعوه قال لهم: تبايعون لي علي السّمع والطاعة، وتحاربون من حاربت وتسالمون من سالمت، فلما سمعوا ذلك ارتابوا وأمسكوا أيديهم وقبض هو يده، فأتوا الحسين فقالوا له: أبسط يدك نبايعك على ما بايعنا عليه أباك وعلى حرب الحالين الضالين أهل الشام، فقال الحسين: معاذ اللَّه أن أبايعكم ما كان الحسن حياً، قال: فانصرفوا إلى الحسن فلم يجدوا بدّاً من بيعته على ما شرط عليهم» «1».
وروى الصدوق بإسناده عن عبد الرحمان بن جندب عن أبيه وغيره: «أن الناس أتوا الحسن بن علي بعد وفاة علي عليهما السّلام، ليبايعوه فقال: الحمد للَّه على ما قضى من أمر وخصّ من فضل وعم من أمر وجلل من عافية، حمداً يتمم به علينا نعمه ونستوجب به رضوانه، ان الدنيا دار بلاءٍ وفتنة وكل ما فيها إلى زوال، وقد نبأنا اللَّه عنها كيما نعتبر، فقدم إلينا بالوعيد كي لا يكون لنا حجّة بعد الإنذار، فازهدوا فيما يفنى وارغبوا فيما يبقى، وخافوا اللَّه في السر والعلانية، ان علياً عليه السّلام في المحيا والممات والمبعث عاش بقدر ومات بأجل، واني أبايعكم على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت، فبايعوه على ذلك» «2».
قال ابن كثير: «فلما قتل علي، بايع أهل الكوفة الحسن بن علي وأطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه» «3».
روى الشيخ المفيد بأسناده عن هشام بن حسان، قال: «سمعت أبا محمّد الحسن بن علي عليه السّلام يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال: نحن حزب اللَّه