إلى شاهي، ثم لزم الفرات والفالوجة حتى أتى مسكن» «1».
وقال: «وأخذ الحسن على حمام عمر حتى أتى دير كعب، ثم بكر فنزل ساباط دون القنطرة فلما أصبح نادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، وصعد المنبر فخطبهم، فحمد اللَّه فقال: الحمد للَّه كلما حمده حامد، وأشهد أن لا إله إلّااللَّه كلما شهد له شاهد وأشهد أن محمّد رسول اللَّه، أرسله بالحق، وائتمنه على الوحي صلى اللَّه عليه وآله.
أما بعد: فواللَّه إني لأرجو أن أكون قد أصبحت بحمد اللَّه ومنه وأنا انصح خلق اللَّه لخلقه، وما أصبحت محتملًا على مسلم ضغينة ولا مريداً له سوءاً ولا غائلةً، ألا وان ما تكرهون في الجماعة خيرٌ لكم مما تحبون في الفرقة، ألا واني ناظرٌ لكم خيراً من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمري، ولا تردوا علي رأيي غفر اللَّه لي ولكم، وأرشدني واياكم لما فيه المحبة الرضا.
قال: فنظر الناس بعضهم إلى بعض، وقالوا: ما ترونه يريد؟ قالوا: نظنه واللَّه يريد أن يصالح معاوية ويسلم الأمر اليه، فقالوا: كفر واللَّه الرجل. ثم شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمان بن عبد اللَّه بن جعال الازدي فنزع مطرفه عن عاتقه فبقي جالساً متقلداً السيف بغير رداء، ثم دعا بفرسه فركبه، وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته، ومنعوا منه من أراده، ولاموه وضعفوه لما تكلم به، فقال: أدعوا لي ربيعة وهمدان، فدعوا له فأطافوا به، ودفعوا الناس عنه، ومعهم شرب من غيرهم، فقام إليه رجل من بني أسد من بني نصر بن قعين يقال له الجراح بن سنان، فلما مر في مظلم ساباط قام إليه