عليه ففتحوها وأنّهم جروه بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلًا، وفي رواية: أنه تترس بباب عند الحصن عن نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح عليه، ثم ألقاه فأراد ثمانية أن يقلبوه فما استطاعوا» «١».
ما قاله سائر الأعلام
قال أبو أحمد الحاكم: «كان علي من النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمنزلة هارون من موسى، وصلى القبلتين جميعاً، وهاجر الهجرة الأولى، وشهد المشاهد كلها إلّا تبوك رده رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: أخلفني في أهلي، وقال له: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ وقال يوم خيبر لأعطيّن الراية رجلًا يحب اللَّه ورسوله، ويحبه اللَّه ورسوله، فتطاول لها أصحاب محمّد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: ادعوا لي علياً، فأتي به ارمد فبصق في عينه ودفع إليه الراية ففتح اللَّه عليه، ولما نزلت «نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ» «2» دعا علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللّهم هؤلاء أهلي، وقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم انّه أقضى الأمة، وكان ابن عم نبي اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وختنه على ابنته وأبا سبطيه، شهد له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالجنة. مات وهو عنه راض، رحمه اللَّه وحشرنا في زمرته» «3».
قال أبو توبة مؤدب الواثق: «سمعت إبراهيم بن رياح يقول: تستحق الخلافة بخمسة أشياء، بالقرب من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم والسبق إلى الإسلام والزهد في الدنيا والفقه في الدين والنكاية في العدو، فلم ير هذه الخمسة