محمّد بن أبي حذيفة: إنك لتعلم أني أمس القوم بك رحماً وأعرفهم بك، قال: أجل، قال: فواللَّه الذي لا إله غيره ما أعلم أحداً أشرك في دم عثمان وألبّ عليه غيرك، لما استعملك ومن كان مثلك، فسأله المهاجرون والأنصار أن يعزلك فأبى، ففعلوا به ما بلغك، وواللَّه ما أحد اشترك في قتله بديئاً وأخيراً إلّاطلحة والزبير وعايشة، فهم الذين شهدوا عليه بالعظيمة والبّوا عليه الناس، وشركهم في ذلك عبد الرحمن ابن عوف وابن مسعود وعمّار والأنصار جميعاً، قال: قد كان ذلك، قال: واللَّه اني لأشهد أنك منذ عرفتك في الجاهلية والإسلام لعلى خلق واحد، ما زاد الإسلام فيك قليلًا ولا كثيراً، وأن علامة ذلك فيك لبينة، تلومني على حبي علياً؟ خرج مع علي كل صوام قوام مهاجري وأنصاري، وخرج معك أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء خدعتهم عن دينهم وخدعوك عن دنياك، واللَّه يا معاوية ما خفي عليك ما صنعت وما خفي عليهم ما صنعوا إذ أحلّوا أنفسهم بسخط اللَّه في طاعتك، واللَّه لا أزال أحب علياً للَّه وأبغضك في اللَّه وفي رسوله أبداً ما بقيت، قال معاوية: واني أراك على ضلالك بعد، ردوه فردوه وهو يقرأ في السجن «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ» فمات في السجن» «1».
زاذان «2»:
قال سعد الخفاف: «قلت لزاذان: انك لتقرأ القرآن فتحسن قرائته فعلى من قرأت؟ فتبسم ثم قال: ان أمير المؤمنين مرّ بي وأنا أنشد الشعر وكان لي خلق حسن فأعجبه صوتي فقال: يا زاذان فهلا بالقرآن، قلت: يا أميرالمؤمنين فكيف لي بالقرآن فواللَّه ما أقرأ منه إلّا بقدر ما أصلي به، قال: فادن مني فدنوت