قال المجلسي: «قال الحجاج بن يوسف الثقفي ذات يوم: أحب أن أصيب رجلًا من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى اللَّه بدمه، فقيل له: ما نعلم أحداً كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه فأتي به، فقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: أبو همدان؟ قال: نعم قال: مولى علي بن أبي طالب عليه السّلام؟ قال: اللَّه مولاي وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي قال: ابرأ من دينه، قال:
فإذا برئت من دينه تدلني على دين غيره أفضل منه؟ قال: اني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك، قال: قد صيرت ذلك اليك، قال: ولم؟ قال: لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها، وقد أخبرني أمير المؤمنين عليه السّلام أن ميتتي تكون ذبحاً ظلماً بغير حق، قال: فأمر به فذبح» «1».
محمّد بن أبي حذيفة: «2»
لما توفي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أخذه معاوية وأراد قتله فحبسه في السجن دهراً، ثم قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلى هذا السفيه محمّد بن أبي حذيفة فنبكته ونخبره بضلاله ونأمره أن يقوم فيسب علياً؟ قالوا:
نعم، فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية: يا محمّد بن أبي حذيفة، ألم يأن لك أن تبصر ما كنت عليه من الضلالة بنصرتك علي بن أبي طالب الكذّاب، ألم تعلم أنّ عثمان قتل مظلوماً وأن عايشة وطلحة والزبير خرجوا يطلبون بدمه، وأن علياً هو الذي دس في قتله، ونحن اليوم نطلب بدمه؟ قال