يا أمير المؤمنين هلّا استحدثتم سنّه يوم الخندق، إذ خرج عمرو بن عبدود وقد نكص عنه الأبطال وتأخرت عنه الأشياخ، ويوم بدر إذ كان يقط الأقران قطاً، وهلا سبقتموه بالإسلام إذ كان جعلته «1» الشعب وقريش تستوفيكم فقال: اليك يا ابن عباس، أتريد أن تفعل بي كما فعل أبوك وعلي بأبي بكر يوم دخلا عليه. قال:
فكرهت أن أغضبه فسكتّ.
فقال: واللَّه يابن عباس، ان علياً ابن عمك لأحق الناس بها ولكن قريشاً لا تحتمله، ولئن وليهم ليأخذهم بمرّ الحق لا يجدون عنده رخصة، ولئن فعل لينكثن بيعته ثم ليحاربن» «2».
أبو الطفيل الكناني «3»
قال أبو الطفيل: «سمعت علياً عليه السلام وهو يقول: لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني ولو نثرت على المنافق ذهباً وفضة ما أحبني، إن اللَّه أخذ ميثاق المؤمنين بحبّي وميثاق المنافقين ببغضي فلا يبغضني مؤمن ولا يحبني منافق أبداً» «4».