سأل محمّد بن علي الباقر جابر بن عبداللَّه الأنصاري لما دخل عليه عن عايشة وما جرى بينها وبين علي عليه السّلام فقال له جابر: «دخلت عليها يوماً وقلت لها: ما تقولين في علي بن أبي طالب؟ فأطرقت رأسها، ثم رفعته وقالت:
إذا ما التبر حك على المحك | تبين غشه من غير شك | |
وفينا الغش والذهب المصفى | عليٌّ بيننا شبه المحك» «٢» |
قال عبيد اللَّه بن أبي الجعد «سئل جابر بن عبداللَّه عن قتال علي فقال: ما يشك في قتال علي إلّاكافر» «3».
وقال جابر بن عبداللَّه: «إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم نزل بخم فتنحى الناس عنه وأمر علياً عليه السّلام فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم وهو متوسد يد علي بن أبي طالب فحمد اللَّه واثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إنّه قد كرهت تخلفكم عني حتى خيل إليه أنه ليس شجرة أبغض اليكم من شجرة تليني، ثم قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله اللَّه منّي بمنزلتي منه، فرضي اللَّه عنه كما أنا عنه راضٍ، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئاً ثم رفع يديه، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال: فابتدر الناس إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يبكون ويتضرعون ويقولون: يا رسول اللَّه ما تنحينا عنك إلّاكراهة أن نثقل عليك فنعوذ باللَّه سبحانه من سخط رسوله. فرضي رسول