فعلى العكس مما ذكر خصوصا الجادة ولان الآلات يجب أن تكون محكمة في الوضع والتحرير لتطابق العضو المكوى مثلا فيحصل الغرض ولان تركيب البنية الانسانية يناسب كثيرا من أشكالها وقد شرطوا في الكي والبط والشرط أن يناسب بها شكل العضو فتجعل هلالية إن كانت في العين ومثلثة إن كانت في الكتف ومربعة لوحية إن كانت في العقب وهكذا ولان أهل الجبر كما عرفت شرطوا في الجبيرة أن تكون مثلثة منفرجة الأضلاع وكل ذلك لا يتم بدون هذه الصناعة. أما افتقار الطب الطبيعي إليه فمن جهة المساكن فان المسدس صحيح الهواء وكذا المكعب وسائر المربعات ولان الهواء الحادث من جهة معلومة إن هب عن قطر كان محللا أو عن سهم كان مفتحا أو عن دائرة كان معتدلا مطلقا، ولان صيف المتلقين لمسقط شعاع الشمس على مخروط أسطواني أرطب من المتلقين له على مسقط السهم ولان زوايا الشعاع إذا لاقت بلدا ما حادة قضت باليبس ضرورة وبالعكس إذا انفرجت ولا شبهة في تغير الاحكام بذلك دوائية كانت أولا. وأما الاستدلال من أشكال الخارج على مادته فأوضح من أن يحتاج إلى برهان، فقد أجمعوا على أن الخارج في البدن دملا كان أو غيره إذا كان حديد الرأس ذا نقطة أو صنوبريا فصفراوي لاقتضاء الحرارة ذلك أو مثلثا فدموي لرطوبة الدم فلا يحفظ الكرية أو مفرطحا كالدائرة فبلغمي أو مربعا لم تتناسب أضلاعه فسوداوي وإلا فمركب وكذلك يأتي النظر في السحن وهيئات الأعضاء وسنبسط هذا البحث في الفراسة، وأما أن هذا العلم هل يحتاج إلى الطب أولا؟ فخلاف الأوجه الثاني لأنه علم بمجرد المقادير الصناعية لا دخل له في البدنيات وقال المعظم بالأول محتجين بأنه ملكة ترسخ في الأذهان الصحيحة مادتها صفاء الفكر وجودة الحدس والقوى وذلك متوقف على صحة المزاج والخلط وموضع ذلك الطب وهذا الاعتبار وإن كان موجبا لما ادعوه لكن لا يستلزم تخصيص هذا العلم لاشتراك جميع العلوم في الحاجة إلى الطب بهذا الوجه. والهندسة: إما حسية وهى معرفة المقادير وما يعرض منها بالإضافة وغيرها والمقادير ثلاثة خط وسطح وجسم، أو عقلية وهى معرفة الابعاد من الطول والعرض والعمق والخط ماله طول فقط وسطح طول وعرض والجسم ما جمع الثلاثة وأصل الخط النقطة فإذا جاوز خطا آخر فالسطح أو ثلاثا فالجسم، والخط إما مستقيم أو مقوس أو منحن فإذا أضيفت الخطوط المستقيمة واتفقت طولا فمتساوية أو أخرجت من سطح واحد إلى جهتين لا يلتقيان فمتوازية أو التقت في أحد الجهتين محيطة بزاوية فمتلاقية أو تماسا وأحدثا زاويتين فمتماسة أو تقاطعا بحيث كان عنهما أربع زوايا فمتقاطعة ثم كل خطين مستقيمين قام أحدهما على الآخر قياما مستويا سمى القائم عمودا والآخر قاعدة فان أضيفت إلى زاوية فهما لها ساقان وأي خط قابل زاوية فهو وترها وإذا أضيفت الخطوط إلى سطح سميت أضلاعه والخط إذا خرج من زاوية وانتهى إلى أخرى سمى قطر المربع فان خرج من زاوية شكل مثلث فانتهى إلى ضلع وقام على زوايا قائمة فذلك الخط مسقط الحجر والعمود والذي تحته قاعدة ثم الزوايا إما مسطحة وهى ما أحاط بها خطان على غير استقامة أو مجسمة وهى ما أخرجت الزاوية عن الزوايا والمسطحة قد تكون من خطين مستقيمين وقد تكون من مقوسين أو مختلفين فالذي يحيط به الخطان المستقيمان إما قائمة وهى ما قام أحد خطيها على الآخر باستواء يحدث عن جنبيه زاويتان قائمتان أو حادة ومنفرجة يكونان عند قيام ذلك الخط قياما غير مستو لأنه حينئذ يحدث زاويتين إحداهما أكبر من القائمة تسمى المنفرجة والثانية أصغر تسمى الحادة ومجموعهما يساوى القائمة لان النقص في الحادة كالزيادة في المنفرجة وأما الخطوط المقوسة فمنها المحيط بالدائرة والمنصف
(١٠٥)