تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٩
أو ما يشاركها بوجه ما وإن بعد كالرئة والكلى وأخطره ما كان عن المعدة وغالب ما يوجب ذلك شرب الماء على الريق في الزمن البارد ليخرج تجويزنا ذلك في نحو زمن الطاعون وأشد ما يوجب الماء من النكاية وتوليد هذا المرض إذا أخذ شديد البرد بعد نحو حمام وجماع قالوا وحركة نفسية قلت ما يخرج الحر أو يدخله دفعة كالغضب والغم لا تدريجا كالعشق (وعلامته) بياض بلا إشراق ولين جسم مع ذبول وترهل وتهييج وانحلال مفاصل وانخفاض نبض قصير دقيق ومطاوعة الغمز مع بطء العود وكما يكون عن برد لا يترك الكبد قادرة على إحالة الخلط إلا فجا ينعقد بلغما مخيا ولحما رخوا كذلك قد يكون عن حرارة غريبة تذيب الشحم والغذاء القريب بحيث يستحيل صديدا كقاطر اللحم غير لذاع وإلا قرح وقد ينفط غشاء الكبد فينفجر ما فيه إلى البطن وهو الموت بسرعة [ثم الزقى] لأنه مخصوص ولامكان علاجه بمبالغة التجفيف وقيل الزقى أردأ لعدم التمكن من مداواته بالقاطع خوفا على الأعضاء الصحيحة ولأنه أعلق بالباطنة وآلات التنفس وهى أشرف ورد بأنه ما من دواء صحيح التركيب إلا وقد اشتمل على ما يحفظ العضو. الصحيح ويجذب إلى العليل وإن أكثرية تعلقه بالأعضاء المذكورة غير مسلم قالوا ولان مادته أعسر تحللا وهذا ظاهر الفساد فان اللحم أشد تحليلا من الماء وأما أن علاجه أخطر بواسطة البذل فهذا ضرب من العلاج قد لا يحتاج إليه (وسببه) اجتماع صديد إن غلبت الحرارة وإلا ما بين الصفاق والثرب أو مجرى السرة أو لتغير الكبد ويزيد حتى تربو الأحشاء وتتحلل القوى ويظهر الترهل (وعلامته) خضخضة الماء والثقل وكبر البطن وشفافية الجلد فان شفت مع ذلك الأنثيان ورشح جلدهما وحصل مع البراز دم فالموت في ذلك الأسبوع لا محالة، أما النحول ودقة الأعضاء وغور العين فمنذرة بالموت حيث لا حمى.
وإلا فقد لا يقع، ويصحب هذا النوع في نحو مصر سعال وقروح في القصبة لرطوبة المساكن ويكثر هذا المرض في بلد؟ زاد عرضه على ميله ورطوبته على غيرها ولم يقع بالزنج والحبشة والهند، يفتح المسام بالحرثمة ويلزمه الكسل والترهل دون الأول [ثم الطبلى] ويسميه أبقراط الحكيم اليابس وغيره المجبن وعند بختيشوع أنه أصعب من الزقى وليس كذلك، وهو عبارة عن احتباس ريح في الكبد أو فرج الأحشاء فيزحمها فتعجز عن التوليد الصحيح فيفج الغذاء وتكثر؟ الرياح (وسببه) وقوع سدة في المجارى لتوفر ما يوجبها كبيض مقلى وحلو فوق عدس وخبز جود نخذ؟ حذ الماء فوق ذلك ومن أعظم ما يولده الشرب فوق اللحم وكثرة التخم والغفلة عن أخذ المفششات، ويتقدمه غالبا قبض وقلة براز وجشاء ويقع غالبا لمن يحبس الريح ومن يبتلعه لتعلم السباحة ولم يأخذ ما يخرجه والنبض في النوعين المذكورين موجى مع انغماره في الثاني وشخوصه وعدم مقاومته (وعلامته) مع ذلك انتفاخ وتمدد وكبر في البطن مع خفة وصوت كصوت الطبل إذا قرع مع ميل إلى الاكل وكلها يلزمها فساد الكبد لأنها المولودة أصالة ويكون عن ضعف الهاضمة فلا ينضج الغذاء أو الدافعة فيتوفر فيها ما ينبغي أن يتصرف أما الجاذبة والماسكة فلا يكون عنها خلافا لابن نفيس في الشرح لما في ذلك من المنافاة وضعفها موجب ولو بالواسطة للثلاثة خلافا له كما صرح الشيخ به. واعلم أنه إنما يكون عن البرد والرطوبة في الأغلب وإلا فقد يكون عن غلبة أي كيفية كانت ولا يشكل إلا في اليبس فإنه في الظاهر ضد. والجواب أنه يورث الصلابة والضعف وقد وقع الاجماع على أن أردأ أنواعه ولو من الأسلم ما كان عن حر وعلامته لزوم الحمى وسرعة النبض الموجى وتنتينه البول وزبد القارورة وشرب الماء قال ابن نفيس وسبب رداءته احتياج إلى التبريد وذلك يفسد الكبد وهو بحث جيد، فان قيل لم لا ينتفع بالحر قلنا لتعفينه الاخلاط وغالب ما يصحب هذا بثور
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160