وانفجار في أغشية الكبد فيخرج الدم والصديد في البول أو البراز ويقع الموت بعد فراغ الخروج، وإذا لم يكن هذا المرض عن الكبد أصالة فأردؤه ما كان عن عضو قريب كالكلى أو عمدة في الفعل كالمعدة أو في الحرارة الغريزية كآلات النفس، والكائن عن صلابة الطحال أخف منه عن صلابة الكبد كما في القانون لقلة تحلل صلابة الكبد وكذا كل ما كان عن مرض عضو غير الكبد خلافا لابن نفيس فقد صرح بأن الكائن عن سبب في الكبد غير الصلابة أسهل لخصوص الآفة وهو فاسد لأنها العضو الأعظم في السبب الأعظم أعنى الغذاء بخلاف غيره (ومن العلامة) العامة الدالة على الموت في الثالثة ضيق النفس لصعود الأبخرة والقبض في المرض الرطب ورقة أسفل البطن والعانة والاسهال مع ذلك لتمكن البرد من خارج ومتى بدأ النفاخ من ناحية الكلية فالمرض منها وقس على كل نظيره وإذا حفظ البدن عن هذا المرض فليكن بالتعديل وتقوية الكبد أولا ثم النظر في أحوال الغذاء مع أعضائه فإنه من الأسباب العامة السابقة والسبب الواصل في اللحمي فساد الهضم الثالث عند جل الأطباء وأما الشيخ فسماه متقدما على الواصل كما تحتمله العبارة وحله الشارح والمحشى وأراد به الواصل نفسه وهو صحيح وقال ابن نفيس محال أن يكون واصلا هنا إلا فساد الرابع وهذا الحصر جهل لان الرابع إن فسد من غيره فذاك هو المتقدم أو من نفسه فلا يلزم وجود هذه العلة وقد يتحلل وكذا أنكر أن يكون الواصل في الزقى احتباس الماء وهذا مكابرة في الحسيات لان السدد من السابقة بلا نزاع كما أنه لا نزاع في أن المبادى للطبلى تولد الرياح والسابق غذاء شأنه ذلك وأن الحمى والربو يجوز أن يقع في كل أنواعه للتعفن والمزاحمة وكذا ظهور البثور السائلة بالصديد الأصفر لاحتباس الخلط تحت الجلد وضعف المميزة فيصفر وإن كان باردا وفساد الألوان وتغير الأورام وابتداؤها في الحار من ناحية الكبد كما صرح به في القانون لأنه معدن الحرارة بعد القلب ومن أنكر ذلك فقد سها أو كابر، نعم يجوز ابتداء الورم من ناحية الكلى إذا توفرت فيها الحرارة مع برد الكلى، وأما الانباض فقد ذكرنا الأصح منها لكن صرح الشيخ بأن النبض صلب متواتر في الثلاثة موجى في اللحمي خاصة فهذه غاية الأسباب والعلامات في هذا المرض (العلاج) ملازمة القئ بالشبت والفجل والعسل والبورق في البارد والسكنجبين في الحار والجوع والعطش والمشي في الحر والنوم في الرمال والأرمدة الحارة والملح والاستحمام بالمالح والمكبرت والبعد عن كل رطب حتى رؤية الماء وأخذ ما يدر ويفتح السدد ويقوى الأعضاء ويجفف الفضلات مما ذكره ولبس نحو الشعر والصوف وترك ما يسدد لغلظه كلحم البقر أو تغريته كالأكارع أو هما كالهريسة واستعمال الأشربة المتخذة من ماء الرازيانج يوما والكرفس آخر والسكنجبين وأقراص الأمير باريس إن كانت هناك حرارة وإلا فلا وأما بول الماعز مع ماء ورق الفجل والكرفس والسكنجبين معا فدواء مجرب إذا هجر يوما واستعمل آخرا وكذا الكاكنج والكلكلانج وماء الرمان في الحار والأشق والسكبينج والأبخرة بالعسل في البارد. وأما لبن اللقاح وأبوالها فغاية في الثلاثة خصوصا إذا كانت في البادية لاقتياتها حينئذ بالعطريات المفتحة كالشيح والقيصوم وفيها أحاديث عن صاحب الشرع عليه أفضل الصلاة والسلام أخرجها ابن السنى وأبو نعيم وأحمد والترمذي في وفد عرينة. حاصلها أن قوما وفدوا عليه المدينة ففي رواية فأصابهم وعك وأخرى فاجتووها بالتخمة أي المدينة أي أصابهم منها الاجتواء وهو عبارة عن فساد البطن عن رائحة كريهة يقال أجوت الميتة والشئ إذا تغير ريحه وفى رواية فذربت بطونهم فأرسلهم إلى إبل الصدقة فشربوا ألبانها وأبوالها وقصتهم مشهورة وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (عليكم بأبوال
(١٠)