الإبل وألبانها فان فيها شفاء للذربة بطونهم) وفى رواية صهيب (عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها) إنما أمر صلى الله عليه وسلم بذلك لكون الاستسقاء من المواد الباردة اللزجة الغروية وفيما ذكر تقطيع وتفتيح وجلاء يطابق المادة كما مر في المفردات وتخصيصه في الرواية الأخيرة بالبرية إما لتعدد الواقعة وكون مرض المأمورين بذلك أشد فنص على البرية لرعيها المفتحات الفعالة في ذلك بنفسها أيضا كالشيح والعرفج أو غير متعددة فيكون من حمل المطلق على المقيد كما في الرقبة في الكفارات ومن هنا حكم بعض المجتهدين بطهارة بول ما يؤكل لحمه لامره به ومنع بعضهم من لزوم ذلك وجعله من باب الجواز الضروري إذا تعين كاساغة اللقمة بالخمر. واعلم أنه غير لازم في مداواته عليه أفضل الصلاة والسلام أن تكون بما من شأنه أن ينفع من ذلك المرض بل قد يداوى بما لا يجوز العقل استعماله فمن عثر على شئ من ذلك فليعلم أنه خرج مخرج الاعجاز كما في قصة ملاعب الأسنة وقد شكا إليه الاستسقاء فأرسل إليه بحثية من تراب تفل عليها فحين شربها برئ وينبغي في استعمال ما ذكر أن يؤخذ اللبن خالصا تارة والبول كذلك أخرى والمزج أخرى وهكذا بشرط أن لا يستعمل متواليا بحيث تألفه الطبيعة وهكذا كل دواء، ومتى كان مع الاستسقاء حمى فلا يمزج البول ولا يؤخذ صرفا لملوحته لان الجمل لا مرارة له تفصل الملح فبوله ككل حيوان عدم المرارة شديد الحرارة والملوحة، وأما إذا عدمت الحمى فالأولى كون البول أكثر من اللبن، ثم إن كان هناك استطلاق أخذ من ترياق الفاروق أو المثرود يطوس ما تحتمله القوة مع زيادة في اللحمي بالنسبة إلى غيره واجتناب الفصد في سائر الأنواع خصوصا إذا كان الورم صلبا فان ذلك ردئ وينبغي التنقية بالاسهال أولا بنحو المازريون، قالوا ومن المحمود في الزقى الاسهال بالشبرم والإهليلج الأصفر معا، ومن الأدوية الجيدة سذاب ثلاثة نحاس محرق ذرق حمام من كل واحد ملح نصف يعجن بالعسل ويستعمل من مثقال إلى ثلاث والراوند محمود خصوصا مع الحمى بالسكنجبين وماء الكرفس إذا عظمت السدد، ومما جربناه أن يؤخذ النحاس المذكور فيسحق بالغا وينخل ويؤخذ منه ومن الغاريقون والزراوند المدحرج والشبرم أجزاء سواء صبر وسقمونيا وأصفر ومصطكي ومقل وراوند من كل نصف جزء ويعجن الجميع بماء الكرفس والفجل ودهن اللوز الشربة منه مثقالان كل أسبوع مرة وإن كانت القوة قوية فكل ثلاثة أيام هذا كله بعد تضميد الزقى بالحنظل والترمس وزبل الحمام ويزاد في اللحمي اللك والحلبة وفى الريحي الأشق والانيسون والفربيون. ومن مجرباتنا حب صنعته توبال النحاس مازريون تربد أنيسون فإن كان لحميا أضيف الزراوند أو زقيا ضوعف المازريون أو طبليا حذف الزراوند وعوض الاسارون وعلى كل حال الاجزاء سواء راوند لك من كل نصف جزء تعجن بماء الكرفس الشربة مثقال مرتين في الأسبوع مع الجوع والعطش أثر المسهل وأخذ الأورمالى وكل عطر ومز كالسفرجل والزرشك وكذا الفستق وفى الحار يذاب الأورمالى بماء الهندبا ويراعى في المسهل ما غلب من الخلط كزيادة الغاريقون في البلغم والافتيمون في السوداء والإهليلج في الصفراء لكن لا ينبغي الاكثار من إسهال السوداء فقد يكون سببا للاستسقاء، ومما جربته في الزقى استعمال أوقيتين من معجون الورد العسلي وأوقية من بزر الشبت ونصف أوقية من كل من التربد وبزر الكرفس يطبخ بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى السدس فيصفى ويذر عليه مثقال راوند ويستعمل، وينبغي ملازمة المدرات كاللبوب والبزور والضمادات المجربة كأخثاء البقر وزبل الماعز والحمام والبورق والكبريت والاستحمام بالمالحات
(١١)