إلى مادة سمية أكالة زنجارية إن أفرطت وإلا كراثية فان اشتد سلطان الغريزية أخرجها بالقئ وأعقبت ذلك حمى شبيهة بحمى الروح وإلا فان احترق في جميع البدن لطيفا فالحكة أو كثيفا فالجذام أو الحب الفارسي أو في بعضه وسعى فالنملة أو وقف فان نفط فنحو النفاخات أو انبسط فمطلق الاحتراق أو استدار فان اقتصر على الجلد فنحو الجاورسيات والدماميل أو غار من غير تأكل فالحمرة وكل يأتي في موضعه أو معه فالاكلة (وعلامتها) ثقل العضو ووجع الناخس والاحساس بنحو الإبر والشوك وحكة المحل وتغير الجلد إلى القتامة فإذا فتحت أحدثت حرارة شبيهة بالنار ولا يكون فتحها في الأغلب إلا مستديرا فإن كان ذا زوايا فمرجو البرء وقد تحدث مادة الأمراض المذكورة عن تناول سموم أو سمى مطلقا أو سمى قصير الفعل كالرهج والعلم ولا تكون في الأغلب إلا عن أحد اليابسين وندر كونها عن دم واستحال عن بلغم لمنافاة السبب والمادة ولا يرد كونها عن احتراق لخلعه الصورة البلغمية حينئذ (العلاج) يبدأ بالفصد لرداءة الكيفية من العرق المناسب ويخرج حتى يتغير الدم من الاحتراق إن احتملت القوى وإلا كرر كلما نابت القوة ثم إصلاح الأغذية وتنقية البدن باسهال الخلط الغالب بما أعدله، وما جربناه في ذلك سقمونيا نصف درهم لضعيف القوى وقد سقيت درهمين لذي قوة ومتانة مرارا عديدة لا زورد أو حجر أرمني مغسول نصف مثقال لؤلؤ محلول غاريقون من كل ربع درهم الجميع شربة وتكرر كل ثلاثة أيام أو أكثر بحسب القوة ويستعمل بين الأدوية هذه النقوع تين عناب سبستان من كل ستة مثاقيل أفتيمون سنامكى مسحوقين معجونين بدهن اللوز بزر مر وبزر ريحان من كل أربعة دراهم يربط الكل في خرقة صفيقة ويغمر بالماء ويستعمل في اليوم والليلة دفعات ثم تمرس الخرقة وتغير، ومن العلاج الناجب فيها معجون اللوزي بماء الشعير والقرطم وكثرة تناول الصموغ اللزجة كالكثيراء وهجر كل حريف ومالح وحامض وما كثف كالبادنجان ولحم البقر وكثرة تناول البيض ومرق الفراريج والقرع والبطيخ الهندي والخبازي وملازمة الراحة والمياه وشم ما رطب كالورد والبنفسج لا عكسه كالمسك ولبس الكتان والحرير جيد في ذلك ودهن البدن خصوصا المحل بالادهان الرطبة كدهن الورد والبنفسج (ومن الوضعيات المجربة لها أولا من اختراعنا) صبر مرتك سواء يعجنان بسمن البقر فإذا جفت المادة ذر اللؤلؤ وصمغ الصنوبر مسحوقين مالم يبق لحم أسود فان بقى أضيف إليهما السكر إن كان التعفن قليلا وإلا الديك برديك، ومن الأطلية النافعة طين أرمني مر صندل أحمر نيل هندي تبل هذه بماء حي العالم كرسنة جزآن زنجار ربع يعجن بالعسل وكذا الشب والعفص بدردي الخل وكذا الزاج والتوتيا والزنجفر به أو بحماض الأترج وإذا طبخ العفص مع العدس وقشر الرمان بماء البحر حتى يصير مرهما كان جيدا وسحالة الذهب مع اللازورد بعد غسلها بالخل ذرورا مجرب خصوصا مع رماد الشيح والنجيل والسذاب والعذرة وهى من الأمراض التي لا تخص عضوا بعينه وكثيرا ما تفضى إلى الموت إذا برزت في الظهر ويكثر وجودها في البلاد التي تغلب حرارتها الضعيفة على الغريزية مع الرطوبات السريعة التعفين كأعمال جنوة وأفرنجة وأطراف الهند وقل أن توجد بالزنج فان وجدت هناك فعلاجها الاستنقاع في نحو الشيرج والسمن ودهن البان وكذا تندر في البلاد الباردة جدا كديارنا لتحليل الحرارة ما في أغوار العروق من العفونات لاحتقانها بالبرد المكثف من خارج وقد تعالج بوضع ما يجذب إلى نفسه السميات كالحمام والدجاج إذا وضع حال شقه
(١٣)