والتعرق في الحمام من غير ماء والادهان الحارة كالنعام والبابونج والنفط والحقن في الزقى خير من غيرها وكذا الفتل، ومن العلاجات الغريبة في الزقى أن يشق الجانب الأيمن وتدخل فيه أنابيب الرصاص فيستنزل بها الماء دفعة إن احتملت القوة وإلا دفعات كالمسهلات وهذا خطر جدا لكنه قديم، روى (أن قوما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن أخانا استسقى وإن يهوديا يعالج هذا المرض بشق البطن فكره ذلك) وما ذاك إلا لان الخطأ فيه أكثر من الإصابة.
وقد صرحوا بأن الضمادات في الزقى على البطن والطبلى على الأطراف واللحمي على سائر الأعضاء، والأوجه عندي أن الطبلى كالزقى ومن المعين على دفع المادة إلى المجارى استعمال المعطسات كالكندس والفربيون سواء دخلت المادة إلى الصفاق أولا خصوصا في الزقى لأنه عند الشيخ أردأ الثلاثة فلا التفات إلى من قيد بالثاني. وأما استعمال القوابض المطلوبة بعد الاسهال فقد صرح الشيخ رحمه الله بأنها لا تؤخذ إلا مع النقاء إذ الواجب دوام اللين قلت إذا لم تسقط القوى به ومما أجمعوا عليه أن المستسقى متى أحس بوجع الجانب الأيسر وجب الفصد لثقل الشرايين بالدم وهذا مشكل لان موضع الدم الأوردة بل أولى أنواع الاستسقاء بالفصد والاسهال الكثيرين اللحمي للحوج المادة بسائر الأعضاء وعكسه الطبلى لضعف الهضم فيه بنقص الحار الغريزي فلا يبدأ بالاستفراغ وقد تتركب هذه الأنواع في بدن فيركب العلاج بحسبه وليست النطولات بمحمودة إلا إذا صلب أو كثر المرض وأجودها السذاب والحلبة والإكليل والبابونج والنخالة ويزاد الآس في اللحمي. وأما الأغذية فمرق اللحم إذا سقطت القوى مفوهة ومبزرة من غير خبز وتناول الزبيب والتفاح بعدها وفى الزقى يتناول الشوى لقلة رطوبته وعند الحمى مزاور الأجاص والزرشك ومرق الماش بدهن اللوز والشعرية من الخشكار إلى غير ذلك وقد ذكروا له ولكل مرض من المفردات المؤثرة فيه بالشرب والطلاء والدهن والبخور وغيرها من أنواع العلاج أشياء كثيرة تضمنتها الكتب التي رتبت فيها المفردات على ترتيب الأمراض ونحن لما أفردنا الكلام على المفردات استغنينا عن الإعادة إلا ذكر جمل منها عند كل مرض إذا فرغنا من علاجه خصصنا ذكرها إما لتجربتها في ذلك المرض أو قربها من التجربة بشهادة الطبع والخاصية فمن ذلك هنا الكراويا إذا أخذ منها كل يوم ثلاثة مثاقيل مسحوقة بالزيت إلى أسبوع حلت الاستسقاء وإن تمكن وكذا الزعفران شربا واللك مطلقا وخبث الحديد وماؤه في اللحمي ومع الكمون والنانخواه في الطبلى والضماد بالقطران مطلقا وكذا شربه في الزقى والطبلى حيث لا حرارة والأنافح شربا خصوصا أنفحة الفرس ومرارة الدب مع الزيت وكبد القنفذ والقطا مشوية [أكلة] اسم لما خبث من الخلط وأكل من مصدره إلى سطح الجلد وهى من الأمراض الظاهرة بصورها وإن كانت باطنة باعتبار المادة إذ لولا اعتبار الصورة لم يكن هناك مرض ظاهر خلا تفرق الاتصال الكائن عن سبب خارج كالقطع والحرق ومن ثم لم يقسم بعضهم الأمراض إلى باطنة وظاهرة غير ذلك والأواكل قروح إذا ظهرت أكلت ما حولها من اللحم وقشرت العظم الذي يليها لحريفية المادة وربما أبطلت العضو وقد تدعو الحاجة إلى قطع ما فوقها لسلامة باقي البدن (وسببها) الغفلة عن تنقية الأبدان بالتداوي وتوالى التخم وبرد المعدة فيكثر فساد الغذاء وكثرة تناول نحو الخردل والثوم من الحريفيات ولحم البقر والتيوس خصوصا في ذوي الأبدان اليابسة وقد تكون عن نكد يحدث بغتة وقد أخذ ما يسرع فساده إما للطفه كالرمان واللبن أو لغلظه كالباذنجان أو لسرعة سريانه كالسمن فتحيله حركة الحرارة الغير طبيعية