تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ٨١
استعملت الوضعيات إذ لا تجوز قبل ذلك وأفضلها الزئبق المقتول بالكبريت والملح المحرق والزنجار والمرتك والخل والقطران وصمغ الصنوبر ورماد سعف النخل والأشق وورق الزيتون وماؤه وماء الورد والكزبرة والكرفس مجموعة أو مفردة والتدليك بدقيق لب البطيخ وورق المرسين في الحمام وطول المكث في الماء الحار ودهن البنفسج وهجر الجماع لتحريكه هذه المادة قالوا ومن ثم أمر الجنب بالدلك لقرب ما أخرجه الجماع من العفونات من سطح الجلد ومما ينقى البدن بالغا أن تطبخ الدفلى حتى تتهرى ثم يطبخ ماؤها بالزيت والميعة فإنه دهن عجيب وكذا الشب والنطرون ورماد بعر الماعز [جمرة] سميت بذلك تشبيها لحرقها وإيلامها في العضو بجمرة النار وهى في الحقيقة صورة نوعية مادتها الهيولانية صالحة للبثور والنملة والنار الفارسية والحب الإفرنجي المعروف في مصر بالمبارك باعتبارات يذكر كل منها في محله فإذا هي بثرة واحدة فأكثر فاعلها حرارة متعفنة ومادتها ما احترق أو غلظ خصوصا من البارد اليابس وصورتها خشكريشة غائرة مبسوطة تلذع باحتراق وتأكل وغايتها تسويد الجلد وتفتيحه ونخر العظام وصعود لهيب وبخارات تقرب من الآكلة فيسيل منها صديد، وأكثر ما تكون عن الدم السوداوي وأسبابها غالبا إدمان مثل لحم البقر والباذنجان والثوم مع قلة الرياضة وكثرة الغم وعدم تنقية البدن وقد تكون عن دواء سمى كالزرنيخ والرهج وعن عدوة خصوصا من قبل الجماع وأخذ ما ينفذ فوق فاسد الكيموس كالخمر على لحم البقر وعلاماتها السابقة حرارة البدن بلا عطش وتغير النفس بلا أذى في المجارى وظهور الرغوة السوداء في البول ونتن البراز فوق العادة فإذا توجهت المادة إلى موضع الخروج فالعلامات حينئذ حرقة العضو وحرارته ونقص إحساسه واسوداد جلده وظهور دوائر تخالف اللون الطبيعي مصحوبة بما ذكر، قالوا ومتى كان خروجها في محل لا يرى لصاحبه كأصل العنق دلت على الموت والصحيح أنها إذا أثرت الاحتراق فيما يوضع عليها وزاد غورها فلا مطمع في برئها (العلاج) تجب البداءة بالشرط أولا وليعمق لاستنزاف المادة بحيث تستأصل ثم يوضع عليها ما يرخى ويرطب ويجذب كالنخاع والشحوم وفراخ الحمام فإذا زادت المادة فالفصد وإلا كفى شرب ماء الشعير بشراب الورد والسكنجبين ثلاثا وإياك والتبريد بالأطلية قبل التنقية لئلا تنعكس المادة إلى الباطن وأن تسيل المادة عند الشرط على الجلد الصحيح فتبثره أو تفصد قبل الشرط فإنه يجذب المادة إلى داخل ثم أعط من هذا الحب كل يوم مثقالين فإنه سريع العمل حسن الفعل مضمون البرء من تراكيبنا المجربة. وصنعته: صبر أوقية بسفايج نصف أوقية سقمونيا إهليلج منزوع مصطكي من كل ثلاثة حجر أرمني مثقال يحبب بماء الهندبا فإذا ظهر النقاء فضع الوضعيات وأجودها دردى الخل معجونا به الطين الخالص والاسفيداج ثم الرمان الحامض والعفص مطبوخين به وكذا العدس المقشور فان اشتد اللهيب والحرارة وأمنت انعكاس المادة فضع سحيق الآس والكافور مع النجيل فإن كان هناك ما يجب أكله من اللحم الفاسد فضع السكر وحده إن لم يكثر اللحم الفاسد وإلا فمع يسير الزنجار ثم الصبر والمرتك بالسمن وهذا كله مع إصلاح الأغذية ما أمكن وكل ما ذكر في الأكلة وما سيأتي في النملة مستعمل هنا ومن الناجح في علاجها قبل الفتح الاكثار من وضع الزبد وكذا بعده للتطرية بماء الكزبرة عند قوة اللهيب وشرب ماء التفاح بالعنبر والإجاص بحليب بزر القثاء واللؤلؤ المحلول شربا وطلاء يبرئها وحيا [جشاء] بالشين المعجمة من أمراض المعدة الكائنة عند فساد حالة من حالاتها وبيان حقيقة ما ستجده في التشريح من أن المعدة لطبخ الغذاء كالقدر إذا غلى فيها الطعام
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160