العنب بالالية لكثافة الأبدان فيرخى ويفتح وإلا بأن كان بعده وجبت المبادرة إلى الفصد في عرق الانف والجبهة فإنه أمان للعين وما يليها فان دعت الحاجة ثانيا فصد الباسليق وسلك المسلك السابق في كل ما قيل ويجب خضب بطون الرجلين في مبادى ظهوره بالحناء والزعفران والعصفر والخل إلى يوم انقطاعه فإنه يخفف الحمى ويحفظ العين منه وكذا التشييف بالإثمد ورماد ورقه الزيتون بماء الورد قالوا وتعليق عين الهر المعدني المعروف يمنعه عن العين ويجب فيه مطلقا هجر الحوامض وبعد الثامن هجر الحلو ثم إن دخل الأسبوع الثالث والصحة تزيد فخير وإلا ترقب الموت قرب بحرانه ويجب فرش الآس عنده والبخور به وبالصندل ومتى عظم القلق والكرب جاز الطلاء بالكافور محلولا بماء الورد وإلا اكتفى عنه بما مر [جرب] من الأمراض العامة الظاهرة في سطح الجلد مادته كل حريف ومالح أدمنا كثوم ونمكسود وما غلظ دمه ولو حارا كالباذنجان والتمر ومن أعظم ما يولده لحم البقر وفاعله حرارة ضعيفة وصورته بثور مختلفة كيفا مصحوبة بحكة مطلقا وتقرح غالبا وغايته فساد الجلد وأنواعه كالاخلاط إفرادا وتركيبا ويمكن تحقيق أصله لمن له أيسر وقوف على الصناعة لان ألوانه تتبع أصول مادته ويزيد ما منه عن الصفراء مع صفرة اللون حدة الرؤوس والتلهب ثم إن كان كثير الصديد والمواد السائلة فرطب عن دم إن احمر والتهب وإلا فعن بلغم وإلا فالعكس في الجانبين ولما تركب حكم ما غلب في اللون والمادة مع عدم التساوي وللمعتدل حكمه ويكثر في البلاد الرطبة الحارة كمصر عن الاخلاط الحارة وفى غيرها عن الباردين وفيمن انتقل من حار يابس كالحجاز إلى رطب كمصر والروم لاستحصاف المادة أولا ولين المسام ثانيا ولا يوجد في الزنج والحبشة لتحليل الحر ما في سطح الجلد ولا في الصقالبة والصين لتكثف الظاهر بالبرد فتقوى الغريزية على حل المواد فان انتقل هؤلاء على نحو الثالث والرابع بادرهم الجرب ويكثر بنحو البصرة وأغوار الهند خصوصا إذا أوخم الهواء وأكثر ما يوجبه قلة الرياضة مع تناول ردئ الكيفية وقلة الحمام ولبس الثياب الدنسة وملازمة الغبار والدخان والفرق بينه وبين الحكة نتوؤه وتوليد الدود فيه وكثرة القيح والتقرح بخلافها ويغلب وجوده بين الأصابع ومراق الصفاق وغضون البطن لرقتها وانصباب المواد إليها (العلاج) الاكثار من شرب ماء الشعير أولا وماء الشاهترج بالسكنجبين في الحارين ثم فصد الباسليق في الدم فشرب مطبوخ الفواكه فان تمادى فصد الأسيلم وقد تدعو الحاجة إلى الفصد في الصفراء لرداءة الكيفية كما في الجذام ويختص ما كان عنها بمطبوخ الإهليلج ونقيع الصبر وعلاج ما كان عن البلغم مطبوخ الافسنتين وأخذ الايارج المجعول بمثليه من الصبر والغاريقون. وعلاج ما كان عن السوداء شرب سفوفها بماء الجبن وطبيخ الأفتيمون هذا هو الصحيح لا ما أجملوه هنا وعليك برد ما تركب إلى أصوله ويجتنب في الكل ما حلا وملح وحمض وحرف من الأغذية مطلقا وإن كان الواجب زيادة المبالغة على الدموي في تركه الحلو والصفراوي المالح والسوداوي الحامض والحريف وأجود الأغذية هنا ما تفه كالقرع والبطيخ الهندي والإسفاناخ والقطف والهندبا والخس (وفى المجربات الصحيحة الكندية) أن شرب مثقال من روث الكلب الأبيض مع ربع مثقال من الكبريت معجونا بالشيرج يقلع ما استعصى من الجرب والحكة وإن تقادم وقد لا يحتاج إلى تكراره ويليه شرب مثقال من الصبر مع نصفه من المصطكي وأكثر ما يكرر سبعا وقد صح أن شرب مائة وثلاثين درهما من الشيرج الطري مع خمسة وستين من السكنجبين يقلعه إذا كرر ثلاثا لكن نكايته بالبصر والمعدة أشد من مقاساة الجرب ومتى ظهر النقاء ونظف البدن
(٨٠)