العرق للطف المادة ويلزم ذلك القبض وقلة البول وقلة البرد فيها لأنها هنا مجرد لذع ينتفض معه البدن كانتفاضه بالماء الحار بخلافه في الباردة وكون أدوارها لا تجاوز سبعة ورجوع النبض فيها إلى الاختلاف آخر النوبة واستواؤه بعد الاقلاع فإنها قد تجارز الاثنتي عشرة خالصة إذا كثرت أو غلظت كذا قالوه وهو مبنى على أن الخلط إذا خلع صفته هل يبقى محكوما عليه وله بما قبل ذلك فعلى البقاء تأتى هذه العلامات والصحيح المنع (العلاج) لا يخلو إما أن يقع الاشعار بقوة المادة كما أو كيفا أو هما معا أو ضعفها كذلك وكل معلوم من العلامات ففي الأول تجب المبادرة إلى القئ بالماء والعسل والبطيخ الهندي حتى تنقطع المرارة من الفم ويحلو فيه الماء ثم بعد ذلك في الخمسة الأقسام الباقية لا يخلو إما أن تكون الطبيعة مسترسلة أولا وعلى الأول يكفي السكنجبين بماء الشعير والعناب وشرب عصير الرمان وماء القرع المشوى بشراب اللينوفر أو البنفسج وعلى الثاني يزاد التمر هندي والإجاص وزهر البنفسج ويصفى المطبوخ على البكتر والترنجبين وشراب الورد مجموعة في الأقسام الثلاثة الأول خصوصا الثالث وما تيسر منها في الأخيرة سيما الثالث أيضا وتجب المبالغة في التبريد في الأسبوع الأول حذرا من الانتقال إلى الدق والاكثار من ماء الفواكه بعد الأسبوع المذكور وقيل يمنعها أصلا أولا وهذه الأحكام تغير بحسب أقسام الغب كما ذكرنا ثم قد يجوز الفصد بعد التليين والنضج لا قبلهما إذا ظهرت علامات امتزاجهما بالدم وإلا انتقلت الخالصة إلى الشطر كالمحرقة إلى التشنج أو الدق إذا قل التبريد وتجب تطرية البدن بالادهان الباردة كالقرع والبنفسج والآس وفرش الزهور وقرب المياه ولبس المصقول وغسل الأطراف بالماء البارد والاستنشاق والطلاء بالآس والصندل وقد نقعا في الخل وماء الورد والقرع خصوصا مع الصداع وربما دعت الحاجة إلى أخذ الكافور إذا اتفق الاسهال مع شدة الحرارة وإلا اكتفى عنه بماء الخلاف والبرباريس ومتى سقطت القوة في النوائب جاز أخذ المساليق يوم الراحة خصوصا في البرد وإلا كفت الاطرية أو مزورة الأجاص والرجلة، وللقرع بالخل أعظم فائدة هنا وهذا الدواء من تراكيبنا المجربة.
وصنعته: سنازهر بنفسج سبستان عناب من كل أوقية ورد منزوع بزرهندبا لب قرع وقثاء من كل نصف أوقية يطبخ الكل بأربعمائة درهم ماء حتى يبقى خمسون فتصفى على خمسة عشر خيار شنبر وعشرين ترنجبين وتستعمل تكرر ثلاثا ثم إن كانت من الأقسام الأول أو محرقة أخذ بعد ذلك من هذه الحبوب مثقال بشراب البنفسج وماء التمر هندي. وصنعتها: صبر راوند أصفر منزوع من كل جزء سقمونيا ورد مصطكي أنيسون كثيرا من كل نصف جزء تحبب بماء القرع أو الخلاف ويكرر إن لم تذهب وهى من مجرباتنا العديمة الخطأ (صفة ممسك للأرواح عند سقوط القوى) من بواتر الحميات ويزيل بواقي الاحتراق والفتور والخفقان وما وصل إلى الدماغ من نكاية الحمى والقحولة وإدبار الشاهية. وصنعته: ماء ورد وخلاف ونعنع من كل جزء يطبخ فيه من كل من المصطكي والراوند والرازيانج درهم بخمسين من مجموع المياه حتى يذهب النصف فتصفى ويوضع لكل رطل ثلاث أواق من كل من شراب التفاح والبنفسح والورد مطيبة حتى ينعقد ويستعمل (صفة نقوع) يستعمل أواخر الحميات فيستأصل الشأفة لنا أيضا وهو أصفر وهندي من كل أوقية سنا لسان ثور بزر هندبا شاهترج زرشك كسفرة يابسة من كل نصف أوقية ترض وتبل مع مثل نصفها من كل من الزبيب المنزوع والتين والسبستان ويشرب منه بعد ست ساعات ويغير بعد ثمان وأربعين ساعة ثم يدخل الحمام ويدلك بالمرسين والعفص والعدس وأقماع