مجرد نحو الوقوف في الشمس لكن مع سهولتها قد تتحول إلى الخلطية لسرعة تقلبها والخلطية إلى الدقية وذلك عند سوء العلاج وهل تتحول حمى الروح إلى الدق أصالة أو تنعكس الدق إلى الروح أصالة أو بواسطة؟ لم أجده مسطورا والأوجه عندي عدم جواز الأول وصحة الثاني، ثم إن هذه الحمى تختلف باعتبار حدوثها عن الحركات النفسية إلى ستة أنواع لأنها إما حادثة عما يحرك الغريزية بل مطلق الحرارة إلى خارج دفعة كالغضب أو شيئا فشيئا كالفرح أو إلى داخل كذلك كالغم والعشق أو إليهما كذلك كالحزن قيل والعشق وسيأتى في رسم السبب ما يوضح أمثال هذا، ثم لا شبهة في أن مطلق الحمى يؤدى إلى التهيج والحمرة وسخونة الملمس وسرعة النبض لكن تأديا جنسيا فإياك واعتماده في الأنواع كما أن كل رمد يعطى حمرة العين لسخافتها فلا يفصد تعويلا عليها كما سيأتي بل ينظر في ذلك فحمى الروح إن كانت عن غضب شديد اشتدت الحمرة وشهوق العروق ولم تتغير القارورة لبرد الاغوار هنا وإذا لوزمت الحرارة ألفتها القوة اللامسة وكانت في الرأس وما يليه أقوى وعكسها الغمية فيعظم فيها قوام القارورة وتخف الاعراض من خارج ويقاوم النبض الغمز إلا في نحو ناقة وهى في المرار إذا انقلبت كانت محرقة وفى الدموية مطبقة وذلك عند الخطا وقد تعلم بالزمان فإنها تنحل ليوم كما قلناه وأكثر ما تبقى ثلاثا وفى شرح الأسباب عن جالينوس أنها قد تمتد إلى ستة وهو ثقة فيما نقل لكني لم أر ذلك في كتبه المتعارفة على أنه يمكن أن نقول بأن الزائد غيرها لان الأرواح لطيفة لا تعاصى التحليل في هذا القدر وما قيل من أنه يجوز ذلك عند تراكم الرطوبة فتستعصى على الحرارة من الخرافات لان المتشبثة بتحليل الرطوبة المذكورة خلطية وكان القائل يفهم أن الخلط الأربعة المذكورة وهذا في غاية الاشكال لما ستعرف أن الخلط ثمانية أقسام فتأمل، ومن أسباب حمى الروح كثرة النوم والفزع لاحتقان الحرارة فيهما كالغم لكن لا ينخفض النبض فيهما انخفاض الغم وهو الفارق فيكون لاصقا في البلغمية وقريب اللصوق في الفزعية والشهوق في النومية وكذا البحث في قوام الماء وألحق بالفرح السهر والاهتمام لاشتعال الحرارة فيهما ومنها الاستفراغ المفرط بأنواعه خصوصا إذا كان عنيفا كأخذ السقمونيا وعلامته طول النبض وضيق وانخفاض بحسب الحكم وكذا التعب ككد ويختلف بالصناعة فيميز يبسه في نحو حداد ورطوبته في نحو قصار مع ملاحظة حصص الزمان والسن فليس قصار شاب صيفا مثلا كغيره وتعتبر هذه في العلاج وإلا أخطأ ومنها الامتلاء وهو عكس الاستفراغ فيما ذكر، ومنها الجوع والعطش لاحتراق الحرارة حينئذ فتشتعل، ويكون النبض في العطشية أيبس إن توفر الغذاء أما إذا اتفقا فكالاستفراغية وقد قرر السويدي هنا بحثا لا بأس بإيراده وهو أن حمى الروح إذا كان سببها غذائيا كانت بالروح الطبيعي والكبد أمس بل ربما اختصت بذلك فلنصرف عناية العلاج إليها أو كانت عن نحو حمام وغصب اختصت بالحيوانية والقلب أو عن نحو مشى في الشمس انفردت بالنفسية والدماغ وفيه نظر لأنه لا يكاد في الأخيرتين أن يعقل لعموم نكاية الشمس والحمام ولو قال إن استندت إلى غصب وتفكر في نحو محبوب من الشهوانيات اختصت بالحيوانية أو نحو علم وتخيل ونظم اختصت بالنفسية أو نحو حمام غمت لكان أولى على أنه يمكن أن يقال إن أي روح تغير أولا أوجب للبواقي ذلك للتموج والاختلاط لكن يجوز أن يكون للتفريق فائدة إذا وقع العلاج في ابتداء الحمى أما بعده فلا لامتزاج الأرواح كما قلنا (وعلاماتها) بالجملة أن تبتدئ بمجرد الحرارة دون ناقض وتغير فعل عن المجرى الطبيعي وأن يبقى البول على حكمه ولا يلزمها صداع ولا تحليل
(١٢٤)