تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
مجرد نحو الوقوف في الشمس لكن مع سهولتها قد تتحول إلى الخلطية لسرعة تقلبها والخلطية إلى الدقية وذلك عند سوء العلاج وهل تتحول حمى الروح إلى الدق أصالة أو تنعكس الدق إلى الروح أصالة أو بواسطة؟ لم أجده مسطورا والأوجه عندي عدم جواز الأول وصحة الثاني، ثم إن هذه الحمى تختلف باعتبار حدوثها عن الحركات النفسية إلى ستة أنواع لأنها إما حادثة عما يحرك الغريزية بل مطلق الحرارة إلى خارج دفعة كالغضب أو شيئا فشيئا كالفرح أو إلى داخل كذلك كالغم والعشق أو إليهما كذلك كالحزن قيل والعشق وسيأتى في رسم السبب ما يوضح أمثال هذا، ثم لا شبهة في أن مطلق الحمى يؤدى إلى التهيج والحمرة وسخونة الملمس وسرعة النبض لكن تأديا جنسيا فإياك واعتماده في الأنواع كما أن كل رمد يعطى حمرة العين لسخافتها فلا يفصد تعويلا عليها كما سيأتي بل ينظر في ذلك فحمى الروح إن كانت عن غضب شديد اشتدت الحمرة وشهوق العروق ولم تتغير القارورة لبرد الاغوار هنا وإذا لوزمت الحرارة ألفتها القوة اللامسة وكانت في الرأس وما يليه أقوى وعكسها الغمية فيعظم فيها قوام القارورة وتخف الاعراض من خارج ويقاوم النبض الغمز إلا في نحو ناقة وهى في المرار إذا انقلبت كانت محرقة وفى الدموية مطبقة وذلك عند الخطا وقد تعلم بالزمان فإنها تنحل ليوم كما قلناه وأكثر ما تبقى ثلاثا وفى شرح الأسباب عن جالينوس أنها قد تمتد إلى ستة وهو ثقة فيما نقل لكني لم أر ذلك في كتبه المتعارفة على أنه يمكن أن نقول بأن الزائد غيرها لان الأرواح لطيفة لا تعاصى التحليل في هذا القدر وما قيل من أنه يجوز ذلك عند تراكم الرطوبة فتستعصى على الحرارة من الخرافات لان المتشبثة بتحليل الرطوبة المذكورة خلطية وكان القائل يفهم أن الخلط الأربعة المذكورة وهذا في غاية الاشكال لما ستعرف أن الخلط ثمانية أقسام فتأمل، ومن أسباب حمى الروح كثرة النوم والفزع لاحتقان الحرارة فيهما كالغم لكن لا ينخفض النبض فيهما انخفاض الغم وهو الفارق فيكون لاصقا في البلغمية وقريب اللصوق في الفزعية والشهوق في النومية وكذا البحث في قوام الماء وألحق بالفرح السهر والاهتمام لاشتعال الحرارة فيهما ومنها الاستفراغ المفرط بأنواعه خصوصا إذا كان عنيفا كأخذ السقمونيا وعلامته طول النبض وضيق وانخفاض بحسب الحكم وكذا التعب ككد ويختلف بالصناعة فيميز يبسه في نحو حداد ورطوبته في نحو قصار مع ملاحظة حصص الزمان والسن فليس قصار شاب صيفا مثلا كغيره وتعتبر هذه في العلاج وإلا أخطأ ومنها الامتلاء وهو عكس الاستفراغ فيما ذكر، ومنها الجوع والعطش لاحتراق الحرارة حينئذ فتشتعل، ويكون النبض في العطشية أيبس إن توفر الغذاء أما إذا اتفقا فكالاستفراغية وقد قرر السويدي هنا بحثا لا بأس بإيراده وهو أن حمى الروح إذا كان سببها غذائيا كانت بالروح الطبيعي والكبد أمس بل ربما اختصت بذلك فلنصرف عناية العلاج إليها أو كانت عن نحو حمام وغصب اختصت بالحيوانية والقلب أو عن نحو مشى في الشمس انفردت بالنفسية والدماغ وفيه نظر لأنه لا يكاد في الأخيرتين أن يعقل لعموم نكاية الشمس والحمام ولو قال إن استندت إلى غصب وتفكر في نحو محبوب من الشهوانيات اختصت بالحيوانية أو نحو علم وتخيل ونظم اختصت بالنفسية أو نحو حمام غمت لكان أولى على أنه يمكن أن يقال إن أي روح تغير أولا أوجب للبواقي ذلك للتموج والاختلاط لكن يجوز أن يكون للتفريق فائدة إذا وقع العلاج في ابتداء الحمى أما بعده فلا لامتزاج الأرواح كما قلنا (وعلاماتها) بالجملة أن تبتدئ بمجرد الحرارة دون ناقض وتغير فعل عن المجرى الطبيعي وأن يبقى البول على حكمه ولا يلزمها صداع ولا تحليل
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160