والقطران والميعة السائلة والزعفران ودقيق الحلبة والفربيون والأشق وأخثاء البقر بالعسل والزيت والمركب بما ركب [ودقة] من أمراض العين المشهورة تخص الملتحم وبذلك يفرق بينها وبين الموسرج الخاص بالقرنية وتخرج الودقة كاللؤلؤة صلبة مستديرة لا يختص بها جانب من العين خلافا لمن خصها بجهة ما وقد تتعدد ولونها دليل أصل الكائنة عنه فالبيضاء عن البلغم الخالص والحمراء عن الدم وهكذا وهى سليمة ما لم تخرق وخرقها نادر (وسببها) سوء فساد الدماغ مطلقا كذا قرروه، وعندي أن الخارج منها تحت الجفن الأسفل قد لا يستند إلى ضعف الدماغ بل إلى الأعصاب لاستبعاد تعدى المادة من الأعلى إلى هنا وغلظ المواد من أسبابها البادية وقلة التنقية وتغميض العين كثيرا ومنعها من الطرف فتحتبس المادة والنوم على الوجه سبب عظيم لها ولغالب أمراض الجفن.
(العلاج) يبدأ أولا بنقص ما علمت زيادته من الخلط الممرض كالفصد في الدم وماء الشعير والتمر هندي والقرع المشوى بشراب الورد أو البنفسج في الحارين والمزاور غذاء والأشياف الأبيض أولا كحلا وترفيدا ثم الزعفراني ثم الأبار عند الانحطاط وحكى العكس في كشف الرين وليس بفاسد وقد يقتصر على لبن النساء ولبن الأتن قطورا وماء الورد بالزعفران والترفيد عند التهيج والأرياج في البلغم وكذا الغاريقون بالاورمالى والأشياف الأحمر اللين أولا ثم الكندر فإن كان هناك رمص وضعت القطنة مبخرة بالمصطكي والعود ثم يقطر لعاب الحلبة مع يسير الصبر وطبيخ الأفتيمون في السوداء أو نقيع الاشتيوان والتين ولباب القرطم وأشياف الأبار أولا حيث لأقدم وإلا قدم عليه الأبيض كذا حكاه الجل وعندي فيه نظر بل المتجه عدم جوازه هنا والذي أراه الكحل بماء الرازيانج وقد حل فيه الأشق والصمغ وقد أسلفنا في الاكحال والبرود وغيرهما ما فيه الكفاية لهذا المرض وغيره [وردينج] هو شدة حمرة تجتمع في العين في الارماد الصحيحة ويعرض غالبا للأطفال لفرط الرطوبة وحين يقرب البرء تدفع العين ما عندها ويكون غالبا من الدم ولا يكون من السوداء إجماعا وفى كونه من الآخرين خلاف، الأصح حدوثه عن البلغم إن لم تتقدم الحرارة الغريبة وجوز بعضهم كونه عن السوداء فلا تعتمده ويجوز أن يحمل ذلك على الوردينج الحادث عن الانفجار، وبالجملة هو ورم في الملتحم يربو به البياض حتى يجاوز الحدقة ناشرا وربما منع الأجفان الانطباق والحدقة الابصار (وسببه) فرط الامتلاء في الشبكية أو انفجار عرق أو ضعف غشاء لا يقل المادة ويعلم من لونه أصله انفرد أو تركب (العلاج) المبادرة إلى الفصد وتشريط الأطفال ثم إن قارن الرمد فالعلاج واحد لاتفاقهما أصلا وحكما بل هو حينئذ عبارة عن قوة الرمد وإلا فمن المجرب فيه شحم الدب ببياض البيض والانزروت بالزعفران وألبان النساء السمر كذا نص عليه ويجوز عند شدة الالتهاب وضع لعاب السفرجل بماء الورد والحضض الهندي وردع المواد بنحو الأفيون والورد والزعفران من خارج [وباء] هو في الحقيقة تغير يعرض للهواء يخرج به من تعديل الصحة إلى إيجاب المرض ثم نقل عرفا إلى الطاعون وسيأتى في بابه والوباء أعظم لأنه قد يتكون الدم الفاسد به في أماكن مخصوصة وذلك هو الطاعون وقد لا يتكون منه ذلك بل يوجب مطلق فساد المزاج ثم المرض فإن كان كثيفا أوجب نحو اليرقان والدبيلات والنزلات والا فكالوخم وثقل الحواس وكدورتها وسوء الهضم والجدري والورشكين والموت بالذبول وتبوع الدم (وسببه) غالبا الملاحم ونبش القبور وكثرة المناقع والضحاضح والآجام والدخان والروائح الكريهة وقلة الأمطار واحتباس الأبخرة وكثرة الزلازل وكون الخريف صيفيا والربيع شتائيا (وعلاماته) فساد