تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٢ - الصفحة ١١٣
والقطران والميعة السائلة والزعفران ودقيق الحلبة والفربيون والأشق وأخثاء البقر بالعسل والزيت والمركب بما ركب [ودقة] من أمراض العين المشهورة تخص الملتحم وبذلك يفرق بينها وبين الموسرج الخاص بالقرنية وتخرج الودقة كاللؤلؤة صلبة مستديرة لا يختص بها جانب من العين خلافا لمن خصها بجهة ما وقد تتعدد ولونها دليل أصل الكائنة عنه فالبيضاء عن البلغم الخالص والحمراء عن الدم وهكذا وهى سليمة ما لم تخرق وخرقها نادر (وسببها) سوء فساد الدماغ مطلقا كذا قرروه، وعندي أن الخارج منها تحت الجفن الأسفل قد لا يستند إلى ضعف الدماغ بل إلى الأعصاب لاستبعاد تعدى المادة من الأعلى إلى هنا وغلظ المواد من أسبابها البادية وقلة التنقية وتغميض العين كثيرا ومنعها من الطرف فتحتبس المادة والنوم على الوجه سبب عظيم لها ولغالب أمراض الجفن.
(العلاج) يبدأ أولا بنقص ما علمت زيادته من الخلط الممرض كالفصد في الدم وماء الشعير والتمر هندي والقرع المشوى بشراب الورد أو البنفسج في الحارين والمزاور غذاء والأشياف الأبيض أولا كحلا وترفيدا ثم الزعفراني ثم الأبار عند الانحطاط وحكى العكس في كشف الرين وليس بفاسد وقد يقتصر على لبن النساء ولبن الأتن قطورا وماء الورد بالزعفران والترفيد عند التهيج والأرياج في البلغم وكذا الغاريقون بالاورمالى والأشياف الأحمر اللين أولا ثم الكندر فإن كان هناك رمص وضعت القطنة مبخرة بالمصطكي والعود ثم يقطر لعاب الحلبة مع يسير الصبر وطبيخ الأفتيمون في السوداء أو نقيع الاشتيوان والتين ولباب القرطم وأشياف الأبار أولا حيث لأقدم وإلا قدم عليه الأبيض كذا حكاه الجل وعندي فيه نظر بل المتجه عدم جوازه هنا والذي أراه الكحل بماء الرازيانج وقد حل فيه الأشق والصمغ وقد أسلفنا في الاكحال والبرود وغيرهما ما فيه الكفاية لهذا المرض وغيره [وردينج] هو شدة حمرة تجتمع في العين في الارماد الصحيحة ويعرض غالبا للأطفال لفرط الرطوبة وحين يقرب البرء تدفع العين ما عندها ويكون غالبا من الدم ولا يكون من السوداء إجماعا وفى كونه من الآخرين خلاف، الأصح حدوثه عن البلغم إن لم تتقدم الحرارة الغريبة وجوز بعضهم كونه عن السوداء فلا تعتمده ويجوز أن يحمل ذلك على الوردينج الحادث عن الانفجار، وبالجملة هو ورم في الملتحم يربو به البياض حتى يجاوز الحدقة ناشرا وربما منع الأجفان الانطباق والحدقة الابصار (وسببه) فرط الامتلاء في الشبكية أو انفجار عرق أو ضعف غشاء لا يقل المادة ويعلم من لونه أصله انفرد أو تركب (العلاج) المبادرة إلى الفصد وتشريط الأطفال ثم إن قارن الرمد فالعلاج واحد لاتفاقهما أصلا وحكما بل هو حينئذ عبارة عن قوة الرمد وإلا فمن المجرب فيه شحم الدب ببياض البيض والانزروت بالزعفران وألبان النساء السمر كذا نص عليه ويجوز عند شدة الالتهاب وضع لعاب السفرجل بماء الورد والحضض الهندي وردع المواد بنحو الأفيون والورد والزعفران من خارج [وباء] هو في الحقيقة تغير يعرض للهواء يخرج به من تعديل الصحة إلى إيجاب المرض ثم نقل عرفا إلى الطاعون وسيأتى في بابه والوباء أعظم لأنه قد يتكون الدم الفاسد به في أماكن مخصوصة وذلك هو الطاعون وقد لا يتكون منه ذلك بل يوجب مطلق فساد المزاج ثم المرض فإن كان كثيفا أوجب نحو اليرقان والدبيلات والنزلات والا فكالوخم وثقل الحواس وكدورتها وسوء الهضم والجدري والورشكين والموت بالذبول وتبوع الدم (وسببه) غالبا الملاحم ونبش القبور وكثرة المناقع والضحاضح والآجام والدخان والروائح الكريهة وقلة الأمطار واحتباس الأبخرة وكثرة الزلازل وكون الخريف صيفيا والربيع شتائيا (وعلاماته) فساد
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع في تفصيل أحوال الأمراض الخ 2
2 حرف الألف 8
3 فصل في حال الدليل 24
4 فصل في أحكام القرآن 31
5 فصل في ذكر ما يومى اليه الكسوف والخسوف من الدلالة الخ 32
6 فصل في تقرير المبادي ووجه التعلق باستخراج الضمائر وارتباط العوالم الخ 33
7 فصل في خصوصيات الأدلة باعتبار الكواكب 35
8 فصل في أحوال الضمير والخلاف فيه 35
9 حرف الباء 38
10 الفصل الأول في صفة البيطار 51
11 الفصل الثاني في آلاته 51
12 الفصل الثالث في موضوع هذه الصناعة ومباديها وما يجب أن يعرفه الخ 52
13 الفصل الرابع فيما يختار منها وذكر عمرها وما يستدل به على سنها وغير ذلك 52
14 فصل ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الإنسان الخ 3 5 فصل في الأخلاق السيئة في الحيوان الخ 54
15 فصل في ذكر أشياء تجري مجرى الفراسة من الإنسان الخ 55
16 فصل وإذ قد فرقنا من جزء العلم في هذه الصناعة فلنقل في عملها ما فيه كفاية الخ 56
17 فصل في علاج سمومها وذكر ما زاد على الإنسان 60
18 فصل في المختار من أدوية العين الخ 60
19 خاتمة تشتمل على ذكر ما يجري هنا مجرى الجزئيات من طب الإنسان 60
20 حرف الجيم 70
21 فصل ينبغي لمن أراد التلذذ به الميل بأغذيته إلى الحار الرطب الخ 72
22 (جغرافيا) 87
23 حرف الدال 91
24 حرف الهاء 101
25 هندسة 104
26 فصل في السطوح 106
27 فصل في الأشكال 106
28 فصل قد تقرر في قاطيغوريا أن السطح الخ 106
29 حرف الواو 110
30 حرف الزاي 114
31 حرف الحاء 121
32 فصل في ذكر الأدوية الموجبة للحبل 145
33 حرف الطاء 150
34 (طلسمات) 154
35 فصل في تشعبات أهل هذه الصناعة 156
36 فصل في الشروط الخاصة ملتقطة من كلام الرازي 157
37 فصل فيما يخص كل كوكب وبرج الخ 157
38 فصل في الأعمال وتدريجها إلى الكمال 160