وتارة يكون في الكبر وهذا يكون لعجز اللثة ونقصانها فلا تحمل الأسنان القوية فتنسل الأعصاب وينحسر اللحم فتسقط وحينئذ قد يكون هناك مادة قد تصلبت فتنبت ضعيفة التركيب كاللبنيات فتسقط بسرعة وقد شاهدت ذلك فيمن جاوز التسعين، ثم هذه المادة قد تندفع طبيعية فتكون الأنياب كذلك وقد تندفع بخلاف ذلك فتنبت السن في سقف الحلق مثلا وقد تنحصر المادة في نفس العصب فتنمو بها السن وتتغير بلون ما ينصب إليها فتسود مثلا أو تخضر وهذا صحيح بدليل نموها بالغذاء، وأما طولها فلمفارقة الموضع إن تحركت بنفسها خاصة أو طول العصب إن تحرك ما فوقها معها وإلا فلتأكل غيرها على ممر الزمان وصلابتها (وأما حكة الأسنان) فلخلط حار مالح أو عفن لذاع اندفع إليها، وأما ضررها فلضعف العصب وفرط رطوبة قالوا وقد يكون عن دود في البطن رفع بخارا ملا الدماغ كذا قرره الكرماني في شرح الأسباب ويقع كثيرا للأطفال والمشايخ وهو دليل ما قلناه سالفا، وبالجملة فكل مرض أصابها كغيرها إما حار يعلم باللذع والتهيج وفرط الضربان والتضرر بالحار بالفعل (العلاج إجمالا) فصد الجهارك إن تكاملت المادة في السن وما يليها وإلا القيفال والتبريد بما شأنه ذلك كماء الشعير والرجلة واللبن [أو بارد] وعلامته عكس ما ذكر وعلاجه تنظيف الدماغ والمعدة بالأيارجات وطبيخ الأفتيمون ومضغ ما يجلب المادة كالمصطكي والسعد ويلطف كالثوم والزنجبيل ويجب الاعتناء مع التنقية المذكورة بحفظ صحتها بما ذكر من الاستياك والتنقية وتنظيف المعدة وأن لا يمضغ بها علكا كالناطف ولا يكسر صلبا ولا يأكل شديد الحر والبرد مفردين ولا ممزوجين وأن يديم المبرود دلكها بالعسل والمحرور بالسكر وهما بدهن الآس ممسكا وقرن الأيل والملح والشب محرقة وقد عجنت بالخل قبله ومما يضعف الأسنان أكل الحامض ونحو المشمش الفج وكذا التخم والقئ فيها وهذا الضعف هو كلالها وعجزها عن المضغ أو خدرها وإذهاب حسها واحتراكها (وعلاجه) الدلك بالحلو وملازمة مضمضتها بماء الورد ودهن الآس وقد طبخ فيهما السنبل والسعد، ومما ينفع من هذه العلة كل قابض وعطر كالعفص والورد والأقاقيا والصندل والملح والرجلة نفع عظيم في ذلك وإن تعاكسا للطفه وتمليحه وتغريتها فتنفذ معه قالوا وكل حامض يضعف ويضرس إلا الخل للطفه فينفذ قبل أن يفعل وفى السنونات ما يكفي فراجعه، وأما الدود فلا محالة يتولد في السن المتأكل لما يدخله من العفونات أو ما يئول إليها من الرطوبات. وعلاجه البخور ببزر البصل والكراث معجونبن بشحم الماعز حبوبا فيما يحصر الدخان في الفم كقمع. وأما الضرر فما كان منه في الصغر فإنه يزول مع البلوغ، وعلاجه غيره بعد التنقية الكمودات بما يشد كالفوفل والعفص والبلوط والدار صيني والزرنباد والصعتر مجرب في غالب مرض الأسنان فاحتفظ به، وأما الوجع فعلاج الحار منه الفصد كما ذكرنا ثم التنقية بماء الرمانين مطبوخا فيه الإهليلج وقد يكتفى بنفعه مسحوقا أو بماء التمر هندي وماء الشعير وللسكنجبين وماء البقل خاصية عجيبة في ذلك مع شراب الورد (ومن مجرباتنا هذا المغلى) وصنعته: شعير مقشور ثلاثون بزر قرطم خمسة عشر بزر هندبا وخشخاش مرزنجوش كزبرة عناب من كل عشرة تطبخ بعد رض البزور في أربعة أرطال ماء حتى يبقى الربع تصفى وتشرب فان دعت الحاجة إلى مزيد إسهال حل فيه خمسة عشر درهما بكترا وإلا كفى تكراره ومنها في الوضعيات أفيون درهم ورق آس بزربنج ما تيسر تغلى بدهن البنفسج والخل وتوضع مرة بعد أخرى فان اشتد الضربان وورم اللثة أرسلت عليه العلق. وأما البارد فعلاجه العض على كل؟؟ بالفعل أو بالقوة كالخبز السخن وصفار البيض حارا، وللفلفل والزنجبيل والثوم نفع ظاهر في ذلك (ومن مجرباتنا في ذلك) هذا
(٢٢)