في تجفيف الرطوبات خصوصا الغريبة البالة وإصلاح أمراض المرطوبين جدا وقطع الدمعة والبخار والصداع العتيق واللعاب السائل وضيق النفس والسعال المزمن والربو والانتصاب والاستسقاء والاسهال المزمن ونزف الدم ونفثه والكدورة والكسل والبهو والاعياء ويقوى الحواس والنشاط والفكر ويبطئ بالمنى فيوفر القوة حتى قسموا منافعه على الزمان فقالوا بقطعه الاسهال في ساعة والصداع في يوم والمفاصل في جمعة والبخار في شهر والاستسقاء في سنة ولا يستعمل قبل ستة أشهر وأجوده بعد سنتين وقوته تبقى إلى أحد وعشرين سنة وفى الشفاء إلى خمسة وهو غريب وهو يضر الصفراويين وينكى السوداويين بسرعة وإدمانه يفسد البدن والعقل ويسقط الشهوتين ويفسد الألوان ويضعف القوى وينهك وقد وقع به الآن ضرر كثير ولا يجوز للأصحاء استعماله أكثر من مرة في الأسبوع وغالب الفساد به الآن من جهة زيادة الأفيون والبنج ونقص الزمن وشربته إلى درهمين ويصلح ضرره الشراب الجيد والسكر والدجاج السمين ويقوم مقامه إذا جاء وقت أخذه وكثرة الخفقان والارتعاش وسقطت القوى وانحصر النفس الأفيون وبالعكس ويغنى عنهما القطران الأبيض ومعجون العود وحب مرائر البقر وأسود سليم. وصنعته: فلفل أبيض وأسود بزر بنج أبيض من كل عشرون أفيون عشرة زعفران سبعة سنبل طيب لسان عصفور عاقر قرحا فربيون من كل مثقال والعسل ثلاثة أمثاله [برود] هو كالكحل من حيث إنه لا يستعمل إلا مسحوقا ولذلك كثيرا ما يترجم كل بالآخر وكالأشياف من حيث إنه لا بد أن يعجن بمائع ولذلك قال فولس إنه جامع القوتين، وسبب تسميته بذلك أنه يطفئ الحرارة غالبا هذا ما قالوه وفيه نظر لاشتمال البرودات على حار جدا كالحاد والصحيح أن سبب تسميته بذلك لان أول ما صنع منه الكافور فلما سمى باعتبار فعله جرت الناس على هذا السنن فسموا كل ما عجن وسحق برودا وأول من اخترعه سلياطوس أحد من تولى عن الأستاذ علاج العين وتطلق البرود على ما تداوى به العين ويقطع به الدم ويقوى به الأسنان غير أن ما يتعلق بالفم يسمى السنون كالديكبرديك وقد يطلق على ما يعالج به الأكلة وسيأتى ذكر كل وقانون واستعمال البرد هو قانون الاكحال وما نقل عن ابن رضوان من أن البرود لا تستعمل إلا بالمراود غير صحيح إذ فيه ما يرش ويذر كالكافوري وبرود النقاشين إلا أن جالينوس قال وأجود ما استعمل البرود بمراود الذهب، وعندي أن ذكر هذا في البرود تخصيص بلا مخصص لان المراد أن مراود الذهب أصلح من كل شئ في حركات العين كلها حتى أن إمرارها في العين بلا كحل نافع كما قال في الحاوي والذخيرة [برود الكافور] قد سبق لك أنه أول مصنوع وهو حسن التركيب جيد الفعل يجلو البياض بلطف ويقطع الدمعة ويطفئ حرارة العين والرمد المزمن وغلظ الأجفان والسلاق والجرب ويذر في الفم فيحلل الأورام ويشفى القروح ويقطع دمها ويثبت الأسنان. وصنعته: صدف محرق إثمد مصول من كل جزء لؤلؤ نشا توتيا هندي ورد منزوع من كل نصف جزء كافور ربع جزء يسقى بماء الآس مرة وطبيخ العفص أخرى ويجفف ويسحق وبعض الأطباء يضيف إليه ماميثا وقد يحذف الورد إذا كان برسم العين [برود النقاشين] سمى بذلك لشدة تقويته البصر فتكثر النقاشون من استعماله فنسب إليهم ويسمى الجلاء وهو كحل الرمانين لاشتماله عليهما وهو جيد التركيب ينسب إلى جالينوس يحد البصر ويحفظ الصحة ويقطع الدمعة والبياض والحكة والجرب العتيق ويحلل الورم وصنعته توتيا سادج هندي نحاس محرق من كل جزء صبر فلفل دار فلفل شادنج مغسول من كل نصف جزء ماميثا عفص جشمه أنزروت زبد بحر من كل ربع جزء يسحق ويسقى بماء الرمانين ويشمس مرة بعد
(٧٢)