تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٨٧
الأعصاب والتشنج وبطلان الشاهية ولا بعد قئ فيوقع في السل والدق وضعف المعدة ولا بعد نوم إلا لمن نام ولم يأخذ كفايته منه فليشرب بعد تبريد أطرافه بالكشف والمصابرة ولم يزل وإلا فلا ولا قائما فيضعف المعدة والعصب ولا متكئا كذلك فمن لم يجد من هؤلاء صبرا إلى الاجل المرخص أخذ القليل ممزوجا بالخل باردا شيئا فشيئا لان الحار يفسد ولا يروى بل يطلق أولا ثم يعقل ويهزل ويغير الألوان ويفتح فوهات الغروق وقد يوقع في الطحال، والثلج والبرد أقل رطوبة من باقي المياه وينفعان من باقي الحميات وشدة العطش، وما خزن منهما ردئ يضعف العصب والولادة ويوقع في السل ويعطش لجمعه البخار الغليظ ومن ثم يحدث بعض الاعياء ونحوهما الجليد بل أشد في توليد السعال وأمراض الصدر وتصحيح كل ماء وتعديله بالطبخ أو التقطير، وبعضهم يرى تقطيره على الطين والسويق أو ترويقه بخبز السميد واللوز وجمر النار والشب وكلما كان الماء أشد قبولا للحر والبرد وانفعالا عنهما كان أجود ومن أمر بعدم الاكثار منه فمصيب لان ذلك يوقع في الترهل والطحال والاستسقاء ولكن العطش المفرط يضعف الدماغ والبصر والحواس والقوة ومن قلل شرب الماء وصابر العطش يوشك أن لا يعمل فيه دواء مسهل ومزجه واجب إن استعمل قبل حله طبا بما تقدم من مصلحاته وأن يأخذه العطشان قبل الاكل وفى خلاله جائز بشرط أن لا يكون بحيث يطفو فوقه الاكل ولا يجوز على الريق إلا صيفا أو زمن الطاعون ولا بأس به قبل الوقت لمن تناول يابسا حسا وطبعا ليساعد القوة فان عليه الإعانة ببذرقته الغذاء وإيصاله إلى الأعماق كما عرفت والتبريد عند نقص الأهوية لا أن فيه غذائية كما ظن لعدم انعقاده. وأما حكم الاستحمام به فقد مر وكثيرا ما تطلق المياه على الأشربة مثل قولهم لشراب الأصول ماء الأصول فاعرفه [ماهودانه] فارسي معناه الكافي لنفسه في الاسهال وهو حب الملوك ويقال السلاطين، سمى بذلك لسهولته على من يعاف الدواء أول أخذه وهو نبت له ساق عليها ورق كورق اللوز وصفة ورقها إلى استدارة وزهره أصفر يخلف غلفا مستديرا داخله ثلاث حبات مفرقة مستطيلة بيض تنقشر عن لب دسم لين حلو يدرك بالأسد وموضعه الهند قيل والعراق وتبقى قوته إلى سنتين وهو حار يابس في الثالثة إذا طبخت أوراقه في مرق ديك هرم وشرب حلل وجع المفاصل والزهر والنسا والنقرس والحب يخرج البلغم الغليظ المحترق والخام من الوركين وغيرهما والمرار السوداوية لكن لم نر هذا النبات وإنما المجلوب الآن إلينا المسمى بهذا الاسم الخروع الصيني المعروف بالدند وهو حب يقئ ويغثى ويلهب الفم والسفل ويضعف المعدة ولكنه ينفع مما ذكر مع قصور فيه وينبغي إصلاحه بأن يقشر وترفع أغشيته ويترك في النشا أو الكثيراء أو ماء الليمون ليلة ثم يستعمل وأما حب الملوك فيضر الرئة ويصلحه الانيسون وشربته إلى ست حبات وأغرب من جعلها خمس عشرة [ما هي زهره] قيل البواسير وقيل سم السمك وقيل شجر مستقل والمستعمل لحاؤه حار يابس في الثالثة يستأصل الباردين وأمراضهما. ومن خواصه: قتل السمك إذا أكله وقد صرح ابن البيطار وغيره بأنه مجهول [مازريون] بالعجمية خامالاون وهو أعظم من الماهودانه في اليتوعات ورقه كورق الزيتون وزهره إلى البياض ومنه أبيض كثيف ويكون ربيعيا ولا قامة له وهو حار يابس في الثالثة ينفع من الاستسقاء واليرقان وضعف الكلى ويسهل الماء الأصفر والاخلاط الثلاثة وقيل اليابسين وهو ردئ والأسود قتال ويصلحه القئ وربوب الفواكه وشربته نصف درهم. ومن خواصه: إذا دلكت به الأنثيان وجلس عليه أخرج الريح بأصوات عظيمة [ماميثا] نبات تمتد عروقه كالأوتار في القوة أخضر إلى صفرة عظيمة
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340