ما قلناه وسنحذوا حذوه في الحروف فكن واعيا لئلا تقع في الخطأ فان المترتب على هذا في العلاج كثير خطر إذ اللطيف الرقيق لمن أنهكه المرض واللطيف الغليظ للناقه القريب إلى الصحة وغيرهما للأصحاء وفى الأدوية نحاذى بالأربعة الاخلاط (واللزج) كالممتد لكن اشترط فيه أن يمتد متصل الاجزاء ذا التصاق ولم يشترط في الامتداد ذلك. وحاصله أن اللزج لابد فيه من رطوبة حسية سواء كان رطبا بالقوة كرب العنب أو لا كالعسل والممتد لا يشترط له ذلك كالشمع واشترط بعضهم في اللزج بقاء القوام فلا تكون نحو الادهان لزجة وليس بشئ لما ستراه في الحروف، واللزج بالفعل ما تقرر إما بالقوة فقد تكون قريبة كما في الكرنب وقد تكون بعيدة كما في النبق وقد يصير الشئ لزجا بأمر خارج عن البدن كما في الجبس والنشا عند العجن بالماء ويعالج به من أفرط يبسه من غير احتراق، لكن قال قوم ينبغي التكثير منه لأنه عسر الانحلال فلا يصل إلا بعد ضعف قوته خصوصا إذا بعد في العروق، واحتج آخرون بأنه وإن عسر انفصاله وضعفت قوته لا يزداد وزنه لأنه يصل متلازم الاجزاء يعضد بعضه بعضا وهذا عندي أوجه لما تقرر في الفلسفة من أن الفعل الضعيف مع الدوام أقوى من القوى مع سرعة الزوال (واللدن) ما قارب اللزج في الامتداد وقصر عن الممتد وعسر انفصال أجزائه ويعالج به اليابس في الأولى قيل ويصلح المرطوب في أول الأولى وأنا أراه حيث لا برد (والجامد) ما كثرت مائيته وقلت أرضيته وأوصله البرد في العقد والتجميد حدا لا تعجز الغريزية حله كالشمع والميعة (واللين) عكسه في الترتيب لكنه إذا انفصل انقسم إلى أجزاء صغار والجامد إلى لزج أو سيال فلذلك يعطى لذوي اليبوسة مطلقا (والهش) لمرطوب في الأولى إن كان كثيفا كالاصطرك وإلا مطلقا إن كان لطيفا كالصبر والسقمونيا (والسيال) ما لا يحفظ وضعا مخصوصا وينبسط خفيفه على الجسم ويغوص ثقيله وقد ينعقد كاللبن ويجمد كالسمن ولا ولا كالخل وقد يكون لزجا كالشحم ومقطعا كالملح ولا يشترط زيادة مائيته على أرضيته بل يجوز العكس كما في الملح الذائب ويداوى بهذا مطلق الأمراض لما تقرر من تقسيمه ولذلك شرطوا في الجامد أن يكون من شأنه أن يسيل دون هذا في العكس، ثم السيال قد يكون خليا كالخمر وقد يعرض له أن يصير سيالا إما لان أصله كذلك كالثلج والشحم وغالب ما انعقد بالبرد أولا ولكن بالصناعة كالزئبق المحلول بالتقطير وهذا المصنوع قد يمكن عوده إلى أصله كالنوشادر المعقود بلا تصعيد وقد لا يمكن كالمصعد (واللعابي) ما انفصلت منه أجزاء لزجة متخلخلة وفارقت صلبا كبزر القطونا وقد تنفصل بلا مرطب خارج وهو اللعابي بالفعل كالقلقاس والبامية بعد التقشير وكلها ملينة والمراد بالتليين كما قاله ابن نفيس إخراج ما في البطن خاصة وقد يعبر عنه بالاسهال مجازا كما صنع الشيخ إذ الاسهال حقيقة إخراج ما في العروق والأعماق القاصية ومتى شوى اللعابي عقل لنقص مائيته وانتقل إلى الغروية، فالغروي على هذا لعابي نقصت مائيته كذا قرروه ولعل هذا هو الغروي الطبيعي وأما الصناعي فلا يلزم أن يكون لعابي الأصل فان قشر البيض لا لعابية فيه ومتى حل صار غرويا من أعظم اللصاقات (والمقشف) اليابس الإسفنجي الجسم تمتلئ فرجه باللطيف فإذا صب عليه جسم سيال غاص فيه وخرج منه دخان إن كانت أجزاؤه نارية كالنورة والابخار كالزبل وقد يكون طبيعيا كدم الأخوين وصناعيا كالاكلاس ويعالج به المرطوب ومن أفرط به الازلاق وأهل الاستسقاء (والدهن) ما أعطى اللمس رطوبة لزجة بلا قوام ولم يعسر التصاقه على الجافات البورقية ويعسر على الماء كذا عرف في الفلسفة الثانية واعتذار القرشي عن تعريف الشيخ له بنفسه بأنه مجاراة للأطباء صواب والخفيف في الأصل ما مال إلى الاعلى إما لا إلى الغاية كالهواء أو إليها كالنار والثقيل عكسه
(٢٦)