تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ٢٤
العفوصة بدون القبصى كما في السماق وبالعكس كما في البلوط وما جرد اللسان أي حلل لزوجاته بغوص وخشونة حريف وبدون الغوص مر لمامر من كثافته وبدون الخشونة مالح وأبعدها من التعفين المر لشدة يبسه فلا يعيش معه ولا ينشأ منه حيوان والثلاثة متقطعة أي جاعلة الاخلاط أجزاء صغارا وتحلل أي تذيب وتحلو يعنى تغسل اللزوجات وتلطف الغليظ وتحلل أجزاءه وتذهب لدونته وما غذى بالغا ولطف مع غوص ولده حلو وبدونهما دسم وفى الكل ملاسة ورطوبة وبين المر والمالح اشتراك في الجلاء والتقطيع وافتراق في الملاسة وضدها ويشارك الحامض القابض والعفص في الجمع وعدم التغذية ويفارقهما في الرطوبة والمائية المحلولة ويشارك الحلو الدسم في الغذاء وإن كان الأول أكثر غذاء ولذة ويفترقان في الغوص وعدمه فهذه أفعال بسائط طعوم وللمركبات منها حكم ما تركبت عنه، قالوا وتنحصر أنواع التركيب في خمسمائة واثنين. وطريق الحصر أن أقل المركبات الثنائي وأكثرها التساعي والمركب إما متساوي الاجزاء أو زائد أو ناقص بنسبة بعضها إلى بعض في كل، مرتبة والزيادة والنقص إما في واحد بالنسبة إلى الباقي أو أكثر وكل إما تدريجا نسبيا أو لا فهذه ضوابط التركيب وأنفعها مر مع قابض لاجتماع الجلاء والتقوية كالاسفنتين وأعظم منه في إصلاح المعدة حلو مع قابض عطري كالسفرجل وللقروح مر مع عفص لاكل الزائد على الصحيح وهكذا.
وأما الروائح فبسائطها نوعان: الطيب والخبيث، وأما قسمتها إلى قوى وحار وكافوري وحامض ومسكر ونظائرها فخارج عن هذا الباب ولا اسم لها عندهم والاستدلال بها ضعيف خصوصا في الانسان فإنه أضعف الحيوانات شما لمعرفة مواضع الغذاء بالفكر والحيوانات بالرائحة ومن ثم كان أضعفها أقواها إدراكا للرائحة كالنمل ولا ينافي هذا ما سبق من أنها واسطة بين الألوان والطعوم لعدم لزوم التنافي بين قوة الدليل في جنسه وخصوصيته والأجسام إما فاقدة الرائحة لفقدان الكيفيات في نفس الامر وهذه هي البسائط الحقيقية أو في الظاهر فقط، والعائق حينئذ عن إدراكه إن كان ضعف الحاسة فلا كلام فيه وإلا فإن كان مشتملا على دهنية وبخار أكثر من الدخان وفيه رطوبة تثبت ذلك ظهرت رائحته بالحك والحرق كالعود والعنبر والكمكام وإن فقدت هذه الشروط لم تظهر بالحيلة كالاملاح أو كثيرة الرائحة جدا إما مشابهة لطعومها وهذه معلومة أولا فإن كانت من مائية وأرضية وتفهت مائيتها خالف ريحها طعمها كالورد فان المشموم منه مائيته لتصعدها ولا تدرك بالطعم لتفاهتها وإنما المدرك أرضيته للمرارة والعفوصة وإن لم تختلف أجزاء المركب تشابهت رائحته وباقي مدركاته وغالب الطيوب حارة حتى قالوا ليس منها بارد إلا الورد والبنفسج واللينوفر والآس والخلاف والكافور. واختلفوا في الرائحة، فذهب المعلم وغالب الاجلاء إلى أنها تكيف الهواء بالرائحة ومن ثم يكفي أقل ما يظهر من الجسم لسهولة تكيف الهواء، وذهب آخرون إلى أن إدراك الرائحة بتحليل أجزاء من الجسم في الهواء وعليه يلزم نقص المشموم حتى يضمحل وقد امتحنا ذلك فلم يظهر ولكن ربما كان في الجسم رطوبات غريبة فتنقص فيظن تحليلا وفصل قوم فجعلوا الرائحة ما ركب من مائية وأرض تحليلا ومن غيره تكييفا، وأما الألوان فقد علمت ما فيها فإذا استحكمت هذه البسائط الثلاثة بأنواعها فاحكم على ما اختلف منها بالتركيب مثاله قد أسلفنا أن كل حاد الرائحة حار وكل عفص وقابض بارد فإذا وجدت في مفرد فهو مركب من جواهر مختلفة.
(تنبيهات) الحاران صاعدان ومتحللان بسرعة والرطبان متبخران وما سواهما ثابت فإذا استنشق المفرد كان المدرك منه ما فيه من الصاعد والمتبخر وله الغلبة لخفته فلا يد من عرض المفرد وقت الامتحان على جميع الأقيسة ليثق بطبعه. (الثاني) الاستدلال المأخوذ من أفعالها في البدن
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340