منهما إما طبيعي كالذهب والزنجبيل واللبن أو صناعي كالنوشادر المصنوع والتوتيا والحيوان المعفن وكل من المزاجين إما محكم التداخل ويسمى القوى وهو الذي لا تتميز أجزاؤه بفاصل كغالب المعادن واللبن والبيض أو غير محكم ويسمى الرخو وهو الذي يميز أجزاءه الفاصل كالزرنيخ والشحم ولا يوجد في النبات فيما يظهر كذا قرروه وعندي أن الحمص منه لان الطبخ يميز جوهره الملحي ولهذا التقسيم فائدة في العلاج عظيمة فإنك إذا عرفت مزاج المرض حاذيت به مزاج الدواء وقد يسمى المحكم موثقا والرخو سلسا. ومزاج الدواء إما بسيط ونعني به ما غلب عليه كيفية واحدة إذ ليس بعد العناصر بسيط أصلى وهذا لا يفعل في البدن إلا بالكيفية الغالبة أو مركب من قوى متضادة ونعني به أن يكون كل واحد في جزء منه إلا أن يجتمعا في جزء واحد كذا صرح به في الكتاب الثاني وحينئذ إن كان موثق المزاج كالعدس جاز أن يصدر عنه أفعال مختلفة لقوة القوة وحسن الجذب وإن كان رخو المزاج وجب اختلاف الافعال سواء كان الفرد مفصل الاجزاء بالفعل كالعنب والأترج أو بالقوة القريبة منه كالكرنب والسلق هذا هو الصحيح في القانون وغيره وقال الفاضل ابن نفيس لا يشترط في تضاد الافعال عدم تلازم أجزاء الدواء ولا أن الاختلاف لابد وأن يقع في عضوين لاخذ كل عضو ما يناسبه كأخذ العظام الباردة واللحم الحار بل الاختلاف واقع في سائر البدن حتى عن الموثق ولكن في وقتين مختلفين وهذا إذا تأملته هذيان لأنه يتوهم أن القبض الحاصل عن نحو السقمونيا بعد استيفاء إسهالها منها وليس كذلك بل هو من تفريغ الأعضاء لان القبض قد يبقى إلى ثلاث والدواء ينفصل في الغالب من يومه ولو ثبت ما قاله للزم أن يقع القبض بعد نحو الصبر عقب أسبوع. ثم هذه المفردات يلحقها من حيث عوارضها أمور (الأول) في الاستدلال على مزاجها وأقواه ما أخذ من عرضها على البدن سواء اعتدل وهو رأى الأكثر أولا وهو اختيار المدققين. وحاصل هذا أن الوارد على البدن إن أثر كيفية زائدة فهي طبعه وإلا فهو معتدل ويلي هذا القانون الطعوم لأنها تستخرج أجزاءه كلها وإنما قدمت على الرائحة لان الرائحة لا تدل على المزاج إلا بواسطتها خلافا لبعض شراح القانون ويليها الرائحة وأضعفها الألوان لأنها لا تدل إلا على اللون الظاهر وقد يكون هناك غيره وقد وضعوا الحلاوة والمرارة والحرافة على الحرارة والدسومة على الرطوبة والحرارة والحرافة والمرارة على اليبس والحموضة والقبض والعفوصة على البرودة واليبوسة والتفاهة على الاعتدال عند البعض والبارد الرطب عند قوم وكل ما قويت رائحته فهو حار وعادمها بارد واستشكل بنحو الأفيون فإنه بارد إجماعا. ورد بأن الشئ قد يكون فيه جوهر لطيف يتخلل في الشم وإن قل وعليه يكون الأفيون مركبا من برد وحرارة كما قيل في الخل وهذا الاشكال وارد على الطعم أيضا فان قياس الأفيون أن يكون حارا يابسا وكذا قهوة البن المشهورة الآن والصحيح أن مثل هذه القواعد أكثري وأما الألوان فكل أبيض في جنسه بارد بالقياس إلى باقي أنواعه وكل أسود حار وكل أحمر معتدل وكل أخضر بارد يابس وكل أصفر حار يابس وبسائط الطعوم المدركة بالفعل ثمانية ومركبها واحد وإسقاط بعض المتأخرين له من حيث عدم إدراكه ظاهر والدليل على حصرها أن الشئ إما كثيف أو لطيف أو معتدل وكل إما حار أو بارد أو متوسط فان فعلت الحرارة في الكثافة حدثت المرارة لاستقصاء الاجزاء فلا تنفذ الحرارة فتعفن مع المكث فان توفرت الرطوبة اشتدت المرارة لشدة التعفن كما في الصبر والحنظل وإلا خفت كما في الافسنتين وإن فعل الاعتدال في البارد من التكثف فالعفوصة لقلة المعاصاة وعدم كمال النفوذ فإن كان هناك رطوبة بالة اشتد التعفن كما في القرظ وإلا خف كما في السفرجل وإن فعل
(٢٢)