وبسائطها الزئبق والكبريت فان جاد أو زاد الكبريت والقوة الصابغة النارية فالذهب أو زاد الزئبق والبرد وعدم الصبغ فالفضة أو كانا رديئين وعدمت الصابغة وقل الكبريت فالقلعي وإلا الاسرب أو جاد الزئبق فقط وتوفرت أسباب الصبغ لكن عاقتها رداءة الكبريت فالنحاس أو العكس فالحديد هذا هو الصحيح ومن ثم صح انقلابها عند من يراه لما يلحقها بالمزاج الصحيح كتسليط الناريات الصابغة عند تحليل بخاراتها كصاعد الزرنيخ على السادس المرطوب بالرطوبة البالة فتلحقه بالأول وإنما منع من منع هذا لعدم الوقوف على محل التقصير في الدرجة لأنه مغيب عنا وسنستوفي هذا البحث في الكيمياء أولا وهى الجامد المطلق الذي لا يمكن حله إلا بالسبك والكلام فيه بين الزئبق والكبريت كالمنطرقات لأنه إن قل الزئبق وزاد الكبريت وجادا مع النفس الصابغة فالياقوت الأحمر إن لم تفرط حرارته جفافه وإلا الأصفر والبلخش والنجاري ونحوهما أو العكس فنحو الياقوت الأبيض وهكذا قياس ما سبق كالمغناطيس بالقزدير والخماهان بالحديد والجمشت بالرصاص والطلق والبلور بالفضة إلى غير ذلك. أو غير محكمة في التركيب فإما مع غلبة الدخانية كالكبريت أو البخارية بحيث تحلها الرطوبات كالاملاح على اختلافها أو تغذو وتنمو بلا شعور وهى النبات إما ذو ساق وهو الشجر إما كامل وهو ما جمع أجزاء تسعة الثمر والورق والليف والصمغ والبذر والقشر والأصول والعصارات والحب كالنخل أو ناقص بحسبه من هذه أو بلا ساق وهو النجم كالاسقولوقندريون. قال بعضهم ما كان له خشب فشجر أو ساق فيقطين أولا فنجم والحب ما كان بارزا كالحنطة والعرعار والبزر ما كان داخل قشر كالخشخاش والبطيخ وهو اصطلاح يجوز تغييره ولكنه الشائع أو جمع إلى التغذية والنمو شعورا وحركة إرادية فإن كان مع ذلك كمال تعقل فالانسان وإلا غيره من الحيوان فهذه المواليد الثلاثة الكائنة من المزاج الحادث من العناصر المعلومة وهذا التقسيم طبي. والحكمي أن يقال الحادث عن المزاج إما صورة محفوظة كاملة النوع أولا الأول أجناس الأنواع الثلاثة، والثاني إما أن يغلب عليه الدخان مع امتزاج بالجسم الثقيل وهذا كالشب والملح أو المتوسط ولم ينهض من الأرض كالزبد أو نهض كمواد الصاعقة أو الخفيف فالصواعق والنيرات إن لم تجاوز الأثير وإلا فذوات الأذناب والهالات وقوس قزح أو غلب عليه البخار فإن لم يجاوز طبقات الأرض فمع مخالطة الثقيل والصفاء هو الزئبق وإلا الماء وإن نهض ولم يبلغ حد الهواء أعنى ستة عشر فرسخا وقيل اثنى عشر فالطل والصقيع أو جاوزه فالمطر إن لم تتعاكس فيه الأشعة ويبرد الجو وإلا الثلج والبرد وإن لاصق كرة النار فهو الترنجبين والشير خشك، ولما ثبت أن هذه الكائنات متحدة الهيولي والصورة الجنسية وأن بعضها لبعض كالجد والأب لان الضرورة قاضية بتقدم خلق الأرض والمعدن على النبات لأنها محله وتقدم الحال على المحل محال وسبق النبات للحيوان لأنه غذاؤه فلا جرم كان بعضها مقويا لبعض غذاء ودواء للمناسبة لان النبات أخذ قوة الأرض والحيوان قوة النبات والانسان زبدة الكل فلذلك تضرب إليه طباعه فمنه مر وصاف وحلو وكدر وخبيث وطيب ومداو وقاتل إلى غير ذلك. ثم المتداوى به من النبات أحد الاجزاء التسعة أو أكثرها بحسب الحاجة وهل الأغلب فيه الغذاء أو الدواء أقوال. ثالثها التساوي والوقوف على تحقيقه متعذر وينقدح عندي أنه الظاهر، أما المعادن فأغلبها دوائية وأقلها سمية ولا غذاء فيها والمنتفع به من الحيوان إما ذاته أو فضلاته والفضلات إما مواد للجنس وهى البيوض أولا وهى الألبان وغالبه غذاء وأوسطه دواء وأقله سم وهذه الأنواع كلها مع اتحادها في المادة الهيولانية لها مزاجان أول وهو السابق ذكره في الطبيعيات وثان وهو ما أجزاؤه مركبة من المزاج الأول وكل
(٢١)