وكيف لا يتعجب من انتحالهم اسم أهل السنة وهم يخالفون هذه السنة؟؟!
وإذا كان الشيعة كما يشهد التاريخ قد اختصوا بعلي فناصروه ووقفوا ضد عده، وحاربوا حربه وسالموا سلمه وأخذوا كل علومهم منه.
فأهل السنة والجماعة لم يتشيعوا له ولم ينصروه، بل حاربوه وأرادوا القضاء عليه، وقد تتبعوا أولاده من بعده قتلا وسجنا وتشريدا، وخالفوه في أكر الأحكام باتباعهم أدعياء العلم الذين اختلفوا بآرائهم واجتهاداتهم في أحكام الله فبدلوها حسب أهوائهم وما اقتضته مصالحهم.
وكيف لا نعجب نحن اليوم من الذين يدعون ابتاع السنة النبوية ويشهدون على أنفسهم أنهم تركوا سنة النبي لأنها أصبحت شعارا للشيعة (1) أليس ذلك عجيبا؟!
كيف لا نعجب من الذين يزعمون بأنهم أهل السنة والجماعة وهم جماعات متعددة مالكية وحنفية وشافعية وحنبلية يخالفون بعضهم في الأحكام الفقهية ويدعون بأن ذلك الاختلاف هو رحمة لهم، فيصبح بذلك دين الله أهواء وآراء وما تشتهيه أنفسهم.
نعم إنهم جماعات متعددة تفرقوا في أحكام الله ورسوله، ولكنهم اجتمعوا واتفقوا على تصحيح خلافة السقيفة الجائرة وترك وإبعاد العترة الطاهرة.
كيف لا نعجب من هؤلاء الذين يتبجحون بأنهم أهل السنة وقد تركوا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالثقلين كتاب الله العترة رغم إخراجهم هذا الحديث وتصحيحه؟ فإنهم لم يتمسكوا لا بالقرآن ولا بالعترة، لأنهم يتركهم للعترة الطاهرة فقد تركوا القرآن، لأن الحديث الشريف مفاده أن القرآن والعترة لا يفترقان أبدا كما أخبر بذلك رسول الله بقوله: وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما