عابه الصحابة بأنه خالف سنة النبي وسنة الشيخين وقتلوه من أجل ذلك.
أما معاوية فحدث ولا حرج فإنه عاند القرآن والسنة وتحداهما، فبينما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: علي مني وأنا من علي من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله (1)، نجد معاوية قد أمعن في سبه ولعنه ولم يكتف بذلك حتى أمر كل ولاته وعماله أن يسبوه ويلعنوه ومن امتنع منهم عزله وقتله.
وإذا عرفنا بأن معاوية هو الذي سمى نفسه وأتباعه - ب " أهل السنة والجماعة في مقابل تسمية الشيعة بأتباع الحق.
وينقل بعض المؤرخين بأن العام الذي استولى فيه معاوية على الخلافة الإسلامية بعد صلح الحسن بن علي، قد سمي ذلك العام بعام الجماعة.
ويزول العجب عندما نفهم بأن كلمة السنة لا يقصد بها معاوية وجماعته إلا لعن علي بن أبي طالب من فوق المنابر الإسلامية في أيام الجمعة والأعياد.
وإذا كانت السنة والجماعة من ابتكار معاوية بن أبي سفيان فنسأله سبحانه أن يميتنا على بدعة الرفض التي أسسها علي بن أبي طالب وأهل البيت (عليهم السلام)!!.
ولا تستغرب أيها القارئ العزيز أن يصبح أهل البدعة والضلالة هم أهل السنة والجماعة ويصبح الأئمة الطاهرون من أهل البيت هم أهل البدعة.
فها هو العلامة ابن خلدون من مشاهير علماء أهل السنة والجماعة يقولها بكل وقاحة بعد أن عدد مذاهب الجمهور قال: وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها وفقه انفردوا به وبنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح (2).
ألم أقل لك أيها القارئ من البداية: لو عكست لأصبت فإذا كان الفساق من بني أمية هم أهل السنة وأهل البيت هم أهل البدعة كما يقول ابن خلدون فعلى الإسلام السلام وعلى الدنيا العفا.