ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم * مذاهبهم في أبحر الغي والجهل ركبت على اسم الله في سفن النجا * وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل وأمسكت حبل الله وهو ولاؤكم * كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل ويشتهر عنه قوله:
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي وإذا يشهد الثقلان أن رافضي فلماذا لم يرفض المذهب التي قامت ضد أهل البيت بل ابتدع هو الآخر مذهبا يحمل اسمه، وترك أئمة أهل البيت الذين عاصرهم؟
وهذا أحمد بن حنبل الذي ربع الخلافة بعلي وألحقه بالراشدين بعدما كان منكورا ، وألف فيه كتاب الفضائل، واشتهر عنه قوله: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثلما لعلي (رض الله عنه).
إلا أنه ابتدع له مذهبا في الإسلام اسمه المذهب الحنبلي، رغم شهادة العلماء من معاصريه بأنه ليس فقيها، قال الشيخ أبو زهرة: إن كثيرا من الأقدمين لم يعدوا أحمد بن حنبل من الفقهاء، كابن قتيبة وهو قريب من عصره جدا وكذلك ابن جرير الطبري وغيرهما (1).
وجاء ابن تيمية فرفع لواء المذهب الحنبلي وأدخل عليه بعض النظريات الجديدة التي تحرم زيارة القبور والبناء عليها، والتوسل بالنبي وأهل البيت فكل ذلك عنده شركا.
فهذه هي المذاهب الأربعة وهؤلاء هم أئمتها وما ينسب إليهم من أقوال في حق العترة الطاهرة من آل البيت.
فإما أنهم يقولون ما لا يفعلون وهو مقت كبير عند الله، أو أنهم لم يبتدعوا تلك المذاهب، ولكن أتباعهم من أذناب الأمويين والعباسيين هم الذين