ومنع الناس من زيارته (1) وكان لا يعطي عطاء ولا يبذل مالا إلا لمن شتم عليا وولده .
وقصة المتوكل مع ابن السكيت العالم النحوي المشهور معروفة وقد قتله شر قتلة، فاستخرج لسانه من قفاه عندما اكتشف بأنه يتشيع لعلي وأهل بيته في حين أنه كان أستاذا لولديه.
وبلغ حقد المتوكل ونصبه أن أمر بقتل كل مولود يسميه أبواه باسم علي لأنه أبغض الأسماء إليه. حتى أن علي بن الجهم الشاعر لما تقابل مع المتوكل قال له: يا أمير المؤمنين إن أهلي عقوني، قال المتوكل: لماذا؟ قال: لأنهم سموني عليا وأنا أكره هذا الاسم وأكره من يتسمى به، فضحك المتوكل وأمر له بجائزة.
وكان يقيم في مجلسه رجلا يتشبه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فيضحك الناس عليه ويقولون: قد أقبل الأصلع البطين فيسخر منه أهل المجلس ويتسلى بذلك الخليفة.
ولا يفوتنا هنا أن نلاحظ بأن المتوكل هذا، والذي دل بغضه لعلي على نفاقه وفسقه يحبه أهل الحديث وقد لقبه ب " محيي السنة.
وبما أن أهل الحديث هم أنفسهم أهل السنة والجماعة فثبت بالدليل الذي لا ريب فهي أن السنة المقصودة عندهم هي بغض علي بن أبي طالب ولعنه والبراءة منه فهي النصب.
ومما يزيدنا وضوحا على ذلك أن الخوارزمي يقول في كتابه: حتى أن هارون بن الخيزران وجعفر المتوكل على الشيطان لا على الرحمان، كانا لا يعطيان مالا ولا يبذلان نوالا، إلا لمن شتم آل أبي طالب ونصر مذهب النواصب (2).